احمد لعيبي
في شهر رمضان المبارك وفي ايام النظام البائد كانت دعوة الإفطار لأحدنا مغنمآ وفرصة لتغيير روتين الخبز المدعم بالباذنجان باشكاله المتعددة وجاءتنا دعوة من أحد الأصدقاء في منتصف شهر رمضان ليلة ولادة الإمام الحسن على ما اتخطر .
كانت الدعوة شبه سرية اي ان لايبلغ المدعو اي شخص بأنه مدعو لدى صاحبنا تلافيا للاحراج وقبيل مدفع الإفطار تدفق المدعون إلى دار صاحبنا وكانت الوجوه فرحة مستبشرة مثل استبشارنا بمن أتى بعد نظام البعث المجرم لعلها تجد طبقآ مختلفآ عن ما نأكله في بيوتنا وقبل الصلاة اختفى جد صاحبنا وبعد الصلاة كان والد صاحبنا رحمه الله قلقآ جدآ قلق الكرد على نفط كركوك
مع بشائر الشوربة على سفرة الإفطار وضع والد صاحبنا يديه خلف ظهره وتنفس الصعداء مثل ما يتنفس الغريق وسط النهر..!!وجاء طبق التمر الذي لم يكن مجيئه للسفرة بالشيء الجديد والمختلف تماما مثل مجيئ بعض الساسة الذي لم يكن فيه شيء جديد للناس..
فجأة اختفى والد صاحبنا مثل اختفاء مفردات البطاقة التموينية في ظروف غامضة...!!
أخرت الأطباق المنتظرة مثل تأخر الكهرباء بعد 13سنة من التجربة الديمقراطية... وجاءت الخضرة والخبز مثل مجيئ حب السفايف فخر الصناعة الوطنية ثم جاءت(الروبة )مثل مجيىء الجبير وزير الخارجية السعودي متأخرة وحامضة..
بقينا ننتظر بقية الفطور مثل انتظار أم شهيد بالحشد راتب ولدها وجثته....!!خيم الصمت وبقي أحدنا يتصفح وجه الآخر حتى قال صاحبنا (شباب تفضلوا على فطوركم )وأي فطور هذا الذي يشبه مطار الناصرية الجديد..!!
تجرعنا الروبة والشوربة مثلما يتجرع العراقيون تصريحات بعض قيادي اتحاد القوى..وشربنا الشاي مسرعين وغادر بعضنا مسرعآ قائلا سأذهب للبيت كي اكمل افطاري وعند خروجنا قال لنا صاحبنا((شباب اعذروني من التقصير ))فرد عليه أحدنا بعفوية قائلا((حاشاك من التقصير احنه اللي قصرنه واجيناك..!!))
بقي هذا اليوم بعد أكثر من عقدين من الزمن ذكرى لايمكن ان ننساها رغم ان صاحبنا اراد بصنيعته كما قال لنا تربية روحيه وكسر التكلفة بين الاصدقاء ..وبقي يوم يشبه في بعض الأحيان يوم حادثة جسر الأئمة التي مهما حاول البعض طمطمتها بكذبة عثمان العبيدي تظهر جروحها من جديد....
ولعل بعض الذي نعتنا ذات يوم بأننا فرس وهنود وقشامر ثم قال لنا اعذروني عن التقصير...!!سنقول له حاشاك احنه اللي قصرنا وانتخبنا الذي يجاملك على حساب دمائنا وكرامتنا.
https://telegram.me/buratha