عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي
لانستطيع مهما أوتينا من قوة البيان من الإحاطة بشخصية اعظم رجل في عموم البشرية بعد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم،مثل شخصية الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام؛فهو الرجل الأول الذي آمن برسالة النبي الخاتم صلوات الله وسلامه عليه،عندما كان في مرحلة مبكرة جداً من حياته.
وفي اعتقادي أن الولادة كانت المعجزة الكبرى زمانيا ومكانيا؛زمانيا في أوج المد الجاهلي الذي طغى على عموم الجزيرة العربية وما حولها؛وهو البشارة المؤكدة على حدوث أمر عظيم سوف يحدث بعد أعوام قليلة والذي تمثل في بزوغ الفجر الايماني الصحيح وهو فجر الاسلام الجلي الناصع،بعد أن ملئ العالم كفراً ونفاقا.
أما مكانيا فكانت الكعبة التي تعتبر مثابة الوحدانية والحنيفية الإبراهيمية التي أمر الله تعالى نبيه ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا محمد وآله وسلم ان تبنى لتكون مثابة للناس؛فكانت الكعبة المكان المثالي جدا لتضع السيدة فاطمة بنت أسد سلام الله عليها وليدها المبارك، لتمكث في عناية رب هذا البيت ثلاثة أيام ،وهو إشارة واضحة لما لهذا الرقم ( ثلاثة) من معنىً رباني ومن أراد أن يعرف هذا المعنى فاليراجع أهل الإختصاص وبطون الكتب المعتبرة لمعرفته،ولما لهذا المكان ( الكعبة المشرفة)من دلالة واضحة على أن الحدث القادم بعد حدوث هذه الولادة،كبير وعظيم وهو دين سماوي ينتظره العقلاء من البشر.
الأمر الآخر والحدث الكبير الذي تعلق بحياة هذا المولود الجديد، والذي لم يعد صدفة وإنما تخطيط رباني دقيق ، فقد كان لأبي طالب عليه السلام الكثير من الأبناء كما هو معلوم ؛وبعد أن بلغ علي بن ابي طالب عليه السلام مرحلة الطفولة في كنف والديه وفي بيت الوحدانية والحنيفية الإبراهيمية ،تم انتقاله لينعم بحياة جديدة وفي بيت آخر من بيوت الإيمان إنه بيت محمد إبن عبدالله ابن عمه الذي سوف يرتبط إسم محمد بعلي ليكونا حاملي شعلة الدين الجديد فكان محمد هو النبي وعلي هو الوصي.
صلى الله عليك يا سيدي يا بطل الإسلام الذي ضربت أعظم الأمثلة في التضحية والفداء من أجل إعلاء كلمة الله وجعلها العليا ، الذي لم يعرف الله إلا أنت ومحمد ولم يعرف محمد إلا الله وأنت ولم يعرفك إلا الله ومحمد.
https://telegram.me/buratha
