احمد لعيبي
في فترة التسعيينات ساقتنا احدى بطولات الفرق الشعبية ان نلعب المباراة النهائية مع فريق في قضاء التاجي في منطقة تسمى (الاكصيرة)..
استقلينا سيارة ال١٨راكب السيارة الرائجة والمعروفة في تلك الفترة من تاريخ العراق الاكشر وبعد عناء طويل وصلنا المنطقة وشاهدنا الملعب واجرينا تمارين الاحماء وكانت كل الامور لا تبشر بخير فالفريق الخصم اغلبهم كبار في العمر والجسم والملعب يقع في منتصف القرية التي يلعب ابنائها في الفريق الذي سيواجهنا ..
ارضية الملعب تشبه شوارعنا بعد التبليط والحكم يشبه بعض الساسة الذين يعتاشون على الازمات ويتبعون الاقوياء ..
كان قرب خط التماس ساقية ماء جف مائها وبقيت طينة وحلة وهو مكان لو سقط فيه لاعب لن يستطيع ان يخرجه حتى زملائه من الملعب..
كان الجمهور يحيط بالملعب وبعضهم صعد فوق اسطح المنازل للغرف الطينية ..
بينما اعلن الحكم عن صافرة البداية امسكنا قلوبنا بايدينا مع اول احتكاك اذا تحرك كل الجمهور صوبنا وكأن لاعب فريقهم معصوم مثل مسؤولي الموصل بينما باقي المسؤولين هم الشرفاء فقط..
الحكم مثل الاعلام المأجور او الاعلام الدوني بقي ينظر للحقيقة بعين واحدة وللمباراة بعين واحدة وبدأ بطرد لاعبنا الذي حاول امساك فريق الخصم من ان يسقط في الطين تماما مثلما طرد الشباب الموصلي الرئيس برهم صالح الذي جاء للمواساة ولا يملك نفعا ولا ضرا ..وكان الاجدر ببعضهم ان يطرد الدواعش ويطرد مجلس المحافظه والمحافظ او ان يرمي بنفسه بالماء لانتشال الابرياء بدل ان يتفرج عليهم وياتي ليطرد برهم الذي لا يقدم ولا يؤخر..!!
في الشوط الثاني من المباراة صار احتكاك واضح بين احد لاعبينا وابن شيخ عام القرية الذي يلعب بالفريق الخصم وكدنا ان نباد عن بكرة ابينا وما يداعي بينا احد مثل شباب سبايكر المكاريد..حتى الرئيس ما يجينا وينطرد ولا واحد يتبرعنا بفلس مواساة ..
قبل نهاية المباركة كان لدينا لاعب (استشهد في ما بعد رحمه الله) احتك باحد اللاعبين واسقطه في الطين ولم يستطع فريقه اخراجه رغم ان الشخص هو الذي دفع لاعبنا لكنه تعثر وسقط ..!!
في هذه الاثناء صفر الحكم ضربة حرة لصالحنا كون لاعبنا هو المتضرر واذا بالجمهور واللاعبين والقرية كلها تركض خلف صاحبنا لكي تقتص منه وركضنا خلف صاحبنا ودخلنا في احد البيوت التي كان ابنائها منسقين للبطولة واصدقاء لنا ..
في باب الدار وقفت النساء تحمل المساحي والرجال يحملون العصي والمكاوير يطالبون بتسليم اللاعب الذي اسقط ابن القرية ..خايبين صدك جذب ..
وبلحظة انشال الحكم عالاكتاف وانخطف وعرضوا على لجنة مفاوضة يسلمون الحكم مقابل اللاعب وتنحل وديا ..
المدرب مالتنا من ورة الباب كال للجماعة (عمي الحكم الكم ولاعبنه النا واعتبروا نفسكم فايزين بس خلونه نرجع لأهلنا )..
طلعنا باتجاه ال١٨راكب وتعثرنا ووكعنا بالباب كلنه مثل تعثر بعض الدونية واللي يشعرون بالنقص تجاه اي شي ويزلغون ارواحهم على اي مسالة سلبا او ايجابا..
بالطريق المدرب كال راح انزل بالكاظم ادعي عليكم ..
قسم من الفريق مالتنا كاله على اساس الكاظم راح يقبل زيارتك ودعوتك ..
نزل ونكطع نعاله بباب السيارة ..جان يكول المدرب هاي بداية قبول الدعاء ان شاء الله انطاني مرادي ..
انسد الباب وكان يعثر وينكلب على وجهه..
السايق ما وكف كاله ..تقبل الله مقدما يالزلغت روحك وكلت اعتبروهم فايزين وانت اول واحد شردت من الملعب..!!
https://telegram.me/buratha