المقالات

العراق ركام من الأزمات!

1504 2019-03-26

علي عبد سلمان

 

اعتادت الحكومات والأنظمة العربية والعراقية، على التخندق والاصطفاف والاتفاقات في الغرف المظلمة وخلف الأبواب الموصدة، تاركة خلفها كل القيم الإنسانية والأخلاقية والأعراف الدولية والقانونية العامة، وتعدت على حقوق الشعب بشكل فاضح وفسرت القوانين حسب ما تقتضيه مصلحتها بالدرجة الأولى، تحت يافطة المصالحة الوطنية والشراكة ألعامه وإرضاء أحدا على حساب الأخر، جاعلة البلاد تتجه نحو الهاوية والى مصيرا مجهول. 
منذ أن تحول البلد من نظام دكتاتوري الى نظام ديمقراطي يحكمه الدستور والقانون، وانتخابات وتبادل سلمي للسلطة هذا ما نص عليه الدستور العراقي المنتخب، وقد طرأ طارئ جديد على هذه الولادة الجديدة والفتيه في البلاد، سمية بالمصالحة الوطنية والشراكة ألعامه، وقد أفضت في نهاية الأمر الى تولي مقاليد الحكم سياسي ألصدفة والمتسيسين الجدد، وأصحاب السياسة النفعية والاستحواذ وتهميش الأخر. أصبح العراق اليوم بين مطرقة الإرهاب وسندان القوانين الطائشة، شعب يقطع وبيوت تهدم ونساء ترمل وأطفال تيتم لا ذنب لهم إلا أن اخطئوا في حسن الاختيار، إرهاب وتفخيخ وكواتم وعبوات ناسفه وموت متربص لنا تحت السنة سياسي البلاد، وكل يوما من أعمارنا دامي حتى تزاحمه الأيام الدامية. 
ستة عشر عاما مرت ونحن نعيش تحت وطأة المهاترات السياسية، والحزبية، والقومية، والفساد المستشري في جميع مفاصل ألدولة، وانهيار البنية التحتية وتلكؤ كبير في المنظومة الأمنية، وعدم روية واضحة وناضجة لقيادة البلد، وبشكل دائم بنيت الحكومة العراقية على خارطة المصالح الحزبية والقومية والمحاصصة الطائفية، وعدم مراعاة مبدأ الكفاءة لإشغال المراكز بدل مبدأ الولاء المعمول به حالياً من قبل الكتل المتنفذة، الأمر الذي يضع على عاتق القوى الوطنية والديمقراطية مهمات جسيمة في الأشهر المقبلة التي تفصلنا عن الانتخابات القادمة.
بلا شك ان معالجة الأمور الخاطئة بأخطاء أخرى قد يدخل البلاد والعباد في دوامة لا خروج منها، وخاصة الأخطاء الإستراتيجية منذ ستة عشر عاما والتي أدخلت البلد في إنفاق ومتاهات مظلمة، ومنها المظاهرات التي خرجت في المحافظات ألغربية والتي انتجت داعش لاحقا ، وما حصل من خراب بثل العراق،، وأزمة كردستان مع حكومة المركز، لا تعالج بخطأ اشد وطئه من الأول مثل إرجاع فدائيي صدام، وقيادات حزب البعث، وإعطائهم امتيازات بأثر رجعي، إخراج المجرمين من السجون.
اليوم العراق يعيش ازمة سياسية حقيقية، فعدد من الوزارات أستعصى على السيد عادل عبد المهدي، إيجاد من يشغل سدتها، ليس بسببه بل لأن ساسة الزمن الأغبر، وضعوا عصيهم في دولاب حكومته، ولم نجد رؤية واضحة وعمل جاد لحل الازمة حلا جذريا، وإنما هناك اجتماعات وجلسات شكلية وإعلامية ، ومثل هكذا أخطاء كبرى قد تفضي في النهاية الأمر الى انهيار البنية التحتية وتكلف البلد أرواحا، وممتلكات وتضع العصا في تقدم عجلة البناء والأعمار...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك