قاسم العبودي
بطيشه المعهود , وكعادته القبيحة , صرح ترامب وبكل وقاحة بأن الجولان السورية المحتلة , ستكون أرض ( أسرائيلية ) بالقوة .
في الوقت الذي نستنكر تصريحاته المتهورة , نسأل أنفسنا وأياكم , ماهو دور الجامعة العربية مما يحصل ؟ وأين أصوات رؤساء الدول العربية عموما , والخليجية خصوصا من هذا التصريح المشؤوم ؟ أين أصوات الدول التي تريد أعادة ( الشرعيات ) المزعومة على حد قولهم ؟ .
كثيرة هي التساؤلات وشحيحة هي الأجابات . ولكن لماذا هذا التصريح بضم الجولان , في هذا الوقت بالذات ؟ . بنظرة بسيطة لمجريات الأمور نرى أن تهشم البيت الأمريكي , والأنقسامات الحادة الداخلية , هي واحدة من هذه الأسباب التي دفعت سيد البيت الأسود لأعلان تصريحه السيء الصيت . تحاول الأدارة الأمريكية أن تدير مجريات أمور الشرق الأوسط بعقلية القرون الوسطى , وكأن شعوب المنطقة ودولها لا قيمة لهم وفق المنظور الأمريكي . نسوا في خظم معاناتهم الداخلية بأن دول منطقة الشرق الأوسط لم تعد كما كانت سابقا ذليلة تقاد بسوط ( السيد ) الأمريكي , وأن كان هناك من لا يزال يرزح تحت سياطهم مثل حكام بني سعود وبني زايد الذين أرتضوا الذل والهوان .
ظهرت في منطقة الشرق الأوسط دول , وحكومات خرجت من ذل التسلط الأمريكي بكل شموخ . وأنشأت قوى تحررية لن ترضى بأن تكون تحت الأملائات الأمريكية بأي حال من الأحوال .
أظهرت التصريحات الأمريكية آخر الأوجه القبيحة وليس آخرها قطعا للسياسية الأمريكية السيئة والتي تحاول فرض الأرادات بالقوة . في هذا الوقت بالذات , علت أصوات بعض الدول الرافضة للهيمنة الأمريكية وأن كانت على أستحياء ! . فركب الموجة من له تقاطع مع سياسة الولايات المتحدة , للتعبير عن موقفة في محاولة لفرض أجندته على الحكومة الأمريكية لغايات خاصة . وفي هذا الوقت أيضا , تغط الدول العربية في سباتها المعهود من سنين طويلة , ولا موقف واضح لها في ما يجري في المنطقة , سوى أرسالها آلاف الأطنان من العتاد لأبادة الشعب اليمني بحجة أعادة ( الشرعية ) التي أستهلكت في سنوات أربع عجاف .
نرى من وجهة نظرنا أن مستقبل المنطقة سيرسم بسلاح قوى التحرر التي تتزعمها بكل فخر الجمهورية الأسلامية الأيرانية , الوحيدة التي بعثت برسالتها الرافضة من خلال صواريخ قطاع غزة المحتل , والذي ضرب العمق الصهيوني بكل قوة وأقتدار . أعتقد أن المشروع الصهيوأمريكي , سيفشل ويذهب أدراج الرياح لأن ضم الأراضي المحتلة بقرار أمريكي أحادي الجانب لن يضفي شرعية على أحتلاله ,خصوصا هنالك قرارات أممية تنص على أن الجولان أرض مغتصبة . أخيرا نقول , أن سبات الدول العروبية لا يمنع بأي حال من الأحوال يقظة قوى التحرر الأسلامي بأعادة جميع الأراضي المغتصبة , وحتى لو وهب الأمير ما لايملك .
https://telegram.me/buratha