فراس الجوراني
لاتجعل ماترتدي اغلى شيء فيك؛ حتى لاتجد نفسك يوما أرخص مما ترتدي.
منذ طفولتي وأنا ولعْ في عالم الساعات اليدوية الجميلة والرائعه , حتى وصل بي الحال ان ارتدي ساعة والدي، واخرج بها الى الشارع واتباها بها امام اصدقائي.
في احد الايام طلبت من والدي ان يشتري لي ساعة يدوية , وافق ابي رحمه الله لكنه اشترط ان انجح في مرحلتي انذاك , وبالفعل حصلت على النجاح، وفرح ابي وامي واخوتي فرحا كبيرا، ولاننا كنا عائلة فقيرة، قرر ابي ان يشتري لي ساعة رخيصة الثمن , ولكن في وقتها وقعت عيني على ساعة غالية الثمن اسمها (رولكس )، وبقي ذلك الاسم في ذاكرتي..
في أحد الايام؛ وانا اجلس واتفرج على التلفاز مع أمي الطاعنة بالسن، ورأيت برنامجا تلفزيونيا يجسد لقاء مع أحد سياسي الصدف’، والذي يشغل منصب محافظا (او بالاحرى اللامحافظ )، وسألته مقدمة البرنامج كم سعر ساعتك اليدوي’، وكان السؤال بأسلوب الضحك , فاجاب ذلك الكائن البشري بكل وقاحة، وتبختر وأفتخار ان ساعتي تلك هي من نوع رولكس وسعرها ثلاثة عشر الف دولار..
وانا استمع الى كلامه، شعرت بشعور حزين وانهارت دموعي ،وضحكت سبحان الله شعور غريب بكاء وضحك في اّن واحد , ساعته رولكس لانه كان يحرث الارض في شبابه ويحلب الابقار ويحصد المحصول وجمع تلك الاموال من عرق جبينه !
ساعته رولكس لان داعش قد دخل محافظته وعث فيها فساداّ!
ساعته رولكس لان اهل قريته الى وقتنا هذا بيوتهم مدمرة لان داعش جعل منها ثكنة عسكريه!
ساعته رولكس لانه يرقص مع الكاولية الغجر ويحتسي قنينة الخمر التي سعرها مائة دولار مثلما شاهدناه في مقاطع اليوتيوب !
ساعته رولكس لان ال DND الوراثي لديه يحمل كل صفات وتصرفات اعوان المقبور هدام!
رحمك الله ياوالدي لانك لم تشتري لي ساعة رولكس!
https://telegram.me/buratha