المقالات

وللناس فيما يرهبون مذاهب..!

2026 2019-03-31

كاظم الخطيب

 

الإرهاب سلاح الجبناء، وخيار الضعفاء، وأداة الحمقى، ووسيلة العاجز عن الوصول لغايته، أو تحقيق هدفه بالطرق المشروعة؛ كونه لا يمتلك الحجة ولا الوسيلة لإقناع المقابل بوجهة نظره، لذلك تجده يلجأ للإرهاب من خلال إستخدام أقصى درجات العنف، وأقسى ممارسات الظلم والإضطهاد. 
لكل إمرء ِ مذهب ما، يذهب إليه في التعبير عن توجهه، ومعتقده الخاص، الذي يحدده السلوك الفردي، المرتبط بسلوكيات من هم على شاكلته العقدية، ونمطية تفكيره، ومستوى إدراكه الفكري، من خلال تعاطيهم مع مفردات الحياة بشكل يجعلهم منفردين عن غيرهم، بسلوك خاص، وتوجه مستقل.
لا يقتصر مصطلح المذهبية، على فئة ما، أو شريحة معينة، أو دين خاص، أو قوم دون غيرهم، أو بلد بعينه، على العكس مما يلصقه البعض- جهلاً أو قصداً- من تهمة المذهبية بالأديان فقط، فالسياسة وغيرها من الممارسات والعلوم الإنسانية لها مذاهب أيضاً، وخير دليل على ذلك؛ ما حصل مؤخراً في نيوزيلندا.
إن العمل الإجرامي الذي حصل في نيوزيلندا، لم يك عملاً فردياً، كما لم يك عبثياً مطلقاً، وهو لم يأتِ عن فراغ، كونه جاء ضمن توجه عام، وسلوك منتظم، وعقلية تمتلك حساً عالياً من الحقد، وقدراً كبيراً من الشذوذ، وتمتلك ولاءً لمرجعية سياسية بعينها، تعتبرها المثل الأعلى في إعتناق مذهب الإرهاب الدموي، والتمييز العنصري، والتطهير العرقي، كما صرح به السفاح الأسترالي برينتون تارانت الذي ارتكب مجزرة المسجدين في نيوزيلندا.
سلوك عنصري شاذ، وممارسات متطرفة بغيضة، هي مفردات لسجل ترامب الحافل بالخطابات التحريضية والمواقف العدائية تجاه العرب والمسلمين ، ففي حادثة لافتة؛ تم طرد السيدة المسلمة روز حميد من مؤتمر إنتخابي لترامب، وصاحبت عملية إخراجها، خطابات كراهية، وصرخات حقد، من جمهور ترامب، وبعقلية متطرفة بغيضة حاقدة، وهو دليل واضح على تأثير خطاب ترامب العنصري عليهم؛ مما حول الحشد الجماهيري بالكامل، إلى إعتناق مذهب ترامب اليميني المتطرف.. كان ذلك كله؛ وهو مرشح للرئاسة، ولما يفز بعد، فكيف به وقد تربع على عرش الإستكبار العالمي؟.
لقد أصبح لترامب في جميع أرجاء الغرب اليميني المتطرف؛ أنصاراً ومريدون، ولعل المجرم الأسترالي برينتون خير شاهد على ذلك؛ فقد صرح علناً، بأنه وبعمله الإجرامي هذا، قد دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعتباره رمزاً لهوية البيض والأهداف المشتركة المتجددة، مما يؤكد عالمية الخطاب الترامبي المتطرف تجاه الإسلام والمسلمين .
لقد كان للموسيقى حظ أيضاً في مذهب التطرف العالمي، الذي لم يعد إعتناقه حصراً على الأمريكيين أو الغربيين، بل شاركهما في ذلك العرب الهجين، من ملوك الإستخراء الخاضعين- لكل ما هو غير عربي- فقد تشابهت سلوكياتهم، وتطابقت ممارساتهم، فعندما أقدم السفاح برينتون على ذبح المصلين في مسجدي مدينة كرايست تشيرش الأسترالية، كان ذلك في بث حي، وعلى أنغام الموسيقى، مشابهاً ومطابقاً بذلك، لما قام به المجرم السعودي صلاح الطبيقي، عندما كان يقطع أوصال الخاشجي نشراً- بمنشار خاص جاء به من السعودية- فإنه قد طلب من فريق الإعدام المرافق له، بتشغيل الموسيقى؛ لأنها- على حد تعبيره- تساعده على التركيز.
توافق وتطابق واضح جلي، بين مذهب ترامب الأبيض العنصري، وبين المذهب الوهابي التكفيري، فذاك يدعو إلى تعزيز الكراهية والحقد والعنصرية المتأصلة في أمريكا والغرب ضد المسلمين، وهذا يدعو إلى تعزيز مبدأ البغض والحقد والكراهية ضد الشيعة، وإعتبارهم غير مسلمين من خلال إطلاق فتاوى التكفير ضدهم، وجواز قتلهم.
ختاماً ..
فإن للإرهاب في عموم العالم مذهب، كما للشرف والإنسانية في عمومه مذهب، والحمد لله الذي جعل خاصة المسلمين- من غير الوهابية أو التكفيريين- وخاصة الشيعة على مذهب الشرف والشرفاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك