علي عبد سلمان
لا تظهر القيمة الفعلية للمعلومات إلا عندما يحتاج إليها صانع القرار.
وعادة ما تكون هذه المعلومات إما محفوظة في ذاكرة صانع القرار نفسه أو يتطلب الأمر استدعاءها من أطراف وجهات خارجية.
وعند توافرها يتم تقديمها لصانع القرار الذي يعكف على دراستها، لاستخلاص البدائل المختلفة منها وتحديد النتائج المتوقعة لكل بديل.
وتتوقف أهمية المعلومات على درجة مصداقيتها وقدرتها على مساعدة صانع القرار في التعرف على شتى الاحتمالات المتعلقة بالبيئة المحيطة بموضوع القرار، وكذلك المردود المتوقع عن كل بديل.
ونظرا لأهمية المعلومات والدور الحيوي الذي تلعبه في صنع القرارات، فقد أنشأت دول العالم أجهزة خاصة ومراكز متنوعة لجمع المعلومات، وجعلتها وثيقة الصلة بمتخذي القرار أو الدوائر المحيطة بهم، وذلك لتقديم المعلومات اللازمة لمتخذي القرار.
وأصبح في كل دولة من دول العالم - وخاصة الدول المتقدمة- مراكز رئيسية لجمع المعلومات وتحليلها.
واختير للعمل بها أفراد على درجة عالية من الخبرة والكفاءة والتخصص في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وقد ترسخ ذلك الأمر بعد اشتداد الأزمات وكثرة الحروب، وخاصة في القرن العشرين الذي شهد الحربين العالميتين الأولى والثانية وما تبعهما من صراعات عمت مختلف دول العالم حتى اليوم.
أما الدول العربية فقد تنبهت إلى أهمية المعلومات وضرورتها في وقت متأخر من هذا القرن.
نوعية المعلومات التي يحتاجها صانع القرار
تتوقف أهمية المعلومات التي تحتاج إليها مراكز اتخاذ القرار على قدرتها على إزالة الشك في فاعلية البدائل المطروحة والمراد المفاضلة بينها.
وكلما زاد عدم اليقين زادت الحاجة لمعلومات أكثر لإزالة الشك عن بعض الجوانب التي تحيط بتلك البدائل.
عملية اتخاذ القرار تحتاج إلى المعلومات التي تساعد في ترجيح بديل على آخر قبل اتخاذ القرار ومحاولة معرفة الآثار المحتملة لتطبيق القرار عند تنفيذه
ويعني ذلك أن عملية اتخاذ القرار تحتاج إلى المعلومات التي تساعد في ترجيح بديل على آخر قبل اتخاذ القرار ومحاولة معرفة الآثار المحتملة لتطبيق القرار عند تنفيذه ومدى الاستفادة من هذه المعلومات في عملية ترشيد القرار، إضافة إلى تعريف متخذ القرار بأبعاد المشكلة.
وتزداد حاجة متخذ القرار إلى نوع معين من المعلومات كلما كانت تلك المعلومات وثيقة الصلة بالأهداف التي يسعى لتحقيقها.
أو توضح جوانب لها تأثير مباشر أو غير مباشر على المشكلة موضوع القرار، أو على البدائل المطروحة لحلها أو على تقويم تلك البدائل والمفاضلة بينها قبل اتخاذه للقرار.
وهناك بعض المواقف التي تواجه صانع القرار وتحتم عليه الاختيار في ضوء معلومات غير مؤكدة، أو في ضوء معلومات جديدة تتناقض مع المعلومات السابقة التي تم على أساسها وضع البدائل المطروحة أمام صانع القرار.
وعادة ما يلجأ متخذ القرار في هذه الحالة إلى خبراته السابقة ومقارنتها بالمعلومات المتوافرة لديه حتى يتمكن من الاختيار.
وتحدث هذه الأمور عادة في المواقف الجديدة التي يغلب عليها عنصر المفاجأة مثل اتخاذ القرار بشن الحرب أو إنهائها أو بروز ظروف تستدعي اتخاذ قرار فوري دون أن يكون لديه متسع من الوقت لمعالجة ذلك الطارئ الملح.
https://telegram.me/buratha