أ.محمد كاظم خضير باحث ومحلل سياسي
لعل الرد المتمثل في خروج جموع غفيرة من الناس للإحتفال بذكرى تغير وإسقاط نظام البعث جاء مزلزلا ومخيبا لكثير ممن ظنوا الظنون وحاولوا إسقاط الحكومات بعد2003 بكل ما أوتوا من إمكانيات فحاربوا التغير وتآمروا عليها ماديا وإعلاميا وسياسيا وعسكريا وألصقوا التهم الباطلة بالحكومات وصفها بحكومة الشيعية وليس حكومة شعب متعدد الأعراق والطوائف التي قام بها شعب عانى من ويلات التسلط والجهل والذلة والمهانة والفقر والتخلف في جميع مناحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية فأراد نيل كرامته قبل كل شيء التي هي هبة من الخالق سبحانه وليس من غيره والتي فقدها الشعب لعدة عقود من الطغيان والجبروت متمثلة في فرعون عصره الذي لم يترك شيئا فاسدا إلا فعله وأنا هنا لا أتحدث عن الحكم ولكن عن الطريقة التي ساس بها فرعون البلد سياسة التجويع والتجهيل والتحقير حيث احتقر الشعب كله لا أستثني منه أحدا حتى المقربين أصحاب المناصب وهم يعلمون ذلك أكثر من غيرهم ولكن مصالحهم التي أفقدتهم صوابهم وكرامتهم ولدينا قصص لا حصر لها عن هؤلآء ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة” فاستر عنهم ولكنهم قوم يجهلون لازالوا يتمادون في قدح الآخرين ، فياله من عدل عند من لا يعرف العدل؟!.
لن نندم على التغيير الذي كان لابد أن يكون للتخلص من عبودية الفرد إلى عبودية رب الأفراد إنها إرادة الله سبحانه في التخلص من الطغاة الذين يمد الله لهم ليرى ماذا يفعلون فعوضاً عن الرجوع إلى الحق والإعتراف بما اقترفوه في حق هذا الشعب وفي حق الوطن يغتر هؤلآء بسلطانهم وأموالهم فيزدادوا فسادا في الأرض ولكن الله يمهل الظلمة الفجرة لعلهم يعودوا إلى رشدهم ويتذكروا قدرة الله وبطشه وجبروته حتى إذا لم يتذكروا ويتوبوا إلى الله ويندموا على ما فعلوا من ظلم للناس ويشمل ذلك ذكرا لا حصرا الإعتقالات بغير وجه حق والتفنن في ألوان التعذيب التي تقشعر لها الأبدان والقتل والإختطاف والإستلاء على أملاك وأموال الناس وترهيبهم وفساد ممنهج لا حد له، ألم يفعلوا ذلك؟؟؟ وحين جاء وعد الله بالتغيير ضُرب الظالم في عقله فعميت بصيرته فقاد نفسه بنفسه لحتفه كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته”، قال: ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ هود: 102.
فذكّر حتى لاينسى هؤلآء الذين يريدون أن يصوروا لنا فترة 35سنة بأنها جنة الفردوس التي فقدناها!!! ألم يحرق فرعون القرءان؟ ردوها إن كنتم صادقين ؟ ألم يضرب شعبه بالكمياوي ”، ألم يضرب مقداسات العراق” ولدينا مزيد، أبعد هذا الظلم ظلما أم بعد هذه الجرأة والوقاحة على الله ورسوله جرأةً ووقاحة، عجبا أمركم!.
ولعله من المفيد أن نختم ونذكّر البعض هنا خاصة ممن كانوا مشاركين في الحقبة 35سنة المظلمة الماضية ولازالوا يدافعون عن حقبة تكاد تعجز عن إيجاد تقدم أو إنجاز جلب لنا خيرا وما المرحلة التعيسة أقول التعيسة وأكرر حتى نغلق باب التأويل على من قد يعتقد أننا ندافع على الوضع المزري الذي نعيشه ولكننا نقول إن أكبر سببا في هذه الحالة المزرية التي نعيشها الآن ما هي إلا وليدة إفساد الأخلاق والتعليم ونتائج ما خلّفته تلك الحقبة المظلمة التي لم تكن قصيرة أبدا فما يزيد على 35 سنة كانت كفيلة ببناء نهضة شاملة إنسانية ومادية ولكنها الإنتكاسة من تاريخ الوطن نذكّر هؤلآء من عبدت الطواغيث بحديث رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم عن أَنَسٍ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: لاَ شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و اله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ و وأهل بيته، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ.
نقول لهم إن المحبة تقتضي حب ما يحب المحبوب وكره ما يكره المحبوب فهل ترضون لأنفسكم حب رسول الله وأن تحشروا معه أم ترضون لأنفسكم حب صدام المقبور وتحشرون معه فهو الذي لا يخفى كرهه للنبي مما تقدم وللدين الذي جآء به؟، فكفى دفاعا عن الباطل ودافعوا عن الوطن بتجرد!، أترككم مع أنفسكم فحاسبوها وقيّموها الآن قبل فوات الأوان؟، أخيرا إن الوطن للجميع لا إقصاء فيه لأحد والعبودية لله وحده
https://telegram.me/buratha