أ. محمد كاظم خضير / باحث ومحلل سياسي
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . ما يحدث في الجزائر الآن له أوجه كثيرة كنا نتمنى أن لا تحدث , ولكن له فائدة عظيمة , فائدة يجب أن ينتبه لها الثوار العرب في كل الوطن العربي.
التخلص من النظام الفاسد لا يكون أبدا بالتخلص من رأس أو رؤوس النظام , بل بالتخلص من الصف الثاني والثالث , ومن القواعد المختفية له.
اتضح لكل محلل عاقل أن من كان يحكم الجزائر حقيقة هو العسكر الجزائري , وليس الواجهة الظاهرة وهو عبد العزيز بتوفليقة وبعض المنتفعين الذين يحاكمون الآن , بل كان العسكر الجزائري , وعندما عرف العسكر الجزائري أن ورقة عبد العزيز بوتفليقة قد احترقت قام بإزاحتها , وتصدر هو مباشرة للموقف , مستغلا حب الشعب الجزائر للجيش الجزائر ,.
الآن أصبح الصراع واضحا مكشوفا, وظهر حقيقة من هم أطراف الصراع .
الشعب مقابل العسكر الجزائر , وكل محاولة لصرف الأنظار وتغيير وجهة الصراع إلى صراع بين العسكر والإخوان المسلمون , أو بين العسكر والحركة الإسلامية , هي محاولة لذر الرماد في العيون.
هو صراع بين عسكرة الدولة أو مدنيتها,
أو إن تكون السلطة المدنية لا علاقة لها بالجيش , أن تحكم البلد سلطتان , سلطة العسكر وسلطة مدنية , وفي نفس الوقت لا علاقة للسلطة المدنية بالعسكر . بينما تتدخل السلطة العسكرية في الشئون المدنية.
نختلف مع بعض أحزاب أو منظمات المجتمع المدني ولكن الخلاف هو تكتيكي , ولكن الخلاف بين مدنية الدولة أو عسكرتها هو خلاف استراتيجي.
بالطبع قوة الوطن العسكرية مهمة جدا , ولكن أن تكون هذه القوة العسكرية أو ما نسميه قوة الحديد والنار هي المسيطر الحقيقي على الدولة , فهنا نقع في الفساد,
قوة روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا العسكرية هي تحت ألإدارة المدنية , ولم تكن أبدا للقوة العسكرية السيطرة في أي وقت إلا حل الفساد والخراب.
يجب أن نفهم الدرس.
قد يخرج أشخاص يسبون في الإخوان المسلمين , وسأكون معهم , وقد يخرج آخرون يسبون السلفيين , وسأكون معهم , وقد يخرج آخرون يسبون الليبراليون , وأنا معهم,
ولكن هذا ليس وقت تصفية حسابات . بل هو وقت لإنقاذ الشعب من سلطة قيادة عسكرية تملك الحديد والنار , وأي تصفية حسابات سيكون وقتها فيما بعد.
لنؤجل الخلافات بين القوى المدنية المختلفة حتى تنتهي اكبر أزمة تحيق بالجزائر العرب , وتتخلص من سلطة العسكر , ومن سيطرة الفساد , وبعد ذلك سيكون هنالك وقت لتصفية الحسابات.
وأتذكر المثل الصيني الذي يقول , “لا تجعل إصبعك أكبر من القمر” , بمعنى لا تضع إصبعك أمام عينك لتراه اكبر من القمر , بل يجب أن ترى الأشياء بأهميتها , وبحجمها الحقيقي,
هل نحن مع سلطة مدنية للدولة , أم مع سلطة عسكرية ؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة الآن.
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي
https://telegram.me/buratha