سجاد العسكري
مما متع الله به علمائنا الافذاذ وحوزتنا العلمية الدينية منذ عصر الاجتهاد والتصدي للمرجعية الى وقتنا هذا في ظل فقهائنا المسددين المتمثلة بمراجعنا دام الله ظلهم وعطائهم على شيعة اهل البيت عليهم السلام وببركة وجودهم في مختلف بقاع العالم , تميز اسلوبهم بالحكمة والمنهج التربوي المبني على اسس علمية التي تضمنته ايات الذكر الحكيم وحديث النبي الاكرم والائمة المعصومين ,فكان نهجهم في التعامل التسامح والعدالة والسلم , لذا سمت اخلاقهم عن الافعال السيئة والنوايا الشريرة والتي اخذت تنتشر للاسف بين الشعوب الفتنة والكراهية ,فلو اخذ هذا العالم الدامي رشفات من اخلاق علمائنا لكان الجميع في مأمن مما تتعرض له من حزن واسا وحروب لا طائل منها , وخصوصا المسلمين والفكر الوهابي الدخيل وشيوخه المتطرفين الشاقين لعصى المسلمين وتمزيق كلمة الامة.
فمراجعنا اعلى الله مقامهم قديما وحديثا كان موقفهم صلب ضد اي نوع من انواع الفتنة وخصوصا الطائفية , فتميز دورهم بترسيخ قيم التسامح والتاخي وخصوصا في الوضع العراقي مابعد 2003م ودور اية الله العظمى السيد السيستاني "دام ظله" المؤثر على مسيرة الاحداث والتوترات الطائفية , فهم يخطون لنا منهج تربوي علمي يهدف الى رقي المجتمع والفرد في نفس الوقت للوصول الى التكامل .
فكان الشهيد محمدباقر الصدر"قدس" المفكر العالم بالامور والمدرك لها تميز بمنهجه التربوي , وتعد من المعالم الاخلاقية في شخصيته رضوان الله عليه فمعظم خطواته التي كان يخطوها وعرف باخلاصه في العمل لوجه الله وبيان موقع الاخلاص والقرب من عز وجل تعالى في كل الخطوات التي يخطوها سلوكا وتفكيرا فكان لونا من اللوان العبادة , ويمكت ايضا تلخيص منهج الشهيد الصدر التربوي العلمي في عدة خطوات منها:
اولا: استطاع ان يمزج بين العاطفة والرغبة بالعمل العلمي كاسلوب تربوي يهدف الى التحفيز والتشجيع.
ثانيا: اتاحة الحوار ونقد الافكار لطلابه واخذ الوقت الكافي عند الحوار واحيانا مساعدتهم للوصول الى النتائج .
ثالثا: تربية طلابه على طلب العلم والعمل به ,وان لاتكون حب الدنيا كل همومكم والرجوع الى احاديث اهل البيت عليهم السلام في طلب العلم والعمل به.
رابعا: كانت لديه اسلوب في زرع الثقة بالنفس من خلال عرض كتاباته العلمية والثقافية على طلابه لتحفيز تفكيرهم .
خامسا: تميز الشهيد بتوضيح الافكار لزرع القناعة والتسليم بالفكرة , وكان لايكتفي بالاسكات وسد النقاش ومنافذه ,وعدم القناعة والحيرة بل كان يشبع الفكرة من كل الجوانب المحتملة لتكون مسلمة .
سادسا:الاقتداء بالعلماء والصالحين من خلال القصص والمقارنة بالقدوة الصالحة ,فكان يحث على الوعظ والارشاد باعتباره اسلوب تربوي وعلمي ولها التاثير الكبير في السلوك.
سابعا:وكذلك من الخطوات في منهاجه التربوي متابعة طلابه واحوالهم الخاصة , واعمالهم العلمية ودروسهم وتدريسهم وتقديم الارشاد والتوجيه والتشجيع لهم.
فهذه مميزات الشهيد الصدر في التربية لبناء جيل من الطلبة يحملون العلم ولديهم الشجاعة في التصدي لنشر ماتعلموه , وهو نابع من الشعور العالي بالمسؤولية ومايدور على المستوى الاجتماعي والسياسي والتسلح بسلاح الوعي العلمي والادراك بما يجري من احداث لضرب الخط الاسلامي الاصيل على ايدي الجبابرة والطغاة من حكام ومريدين للتنصل عما يعتقدون , فكان لديه الاستعداد للتضحية والفداء من اجل الاسلام والمصالح العليا , بسبب ارادته وتصميمه بماسينتج من واقع , فخطط مسبقا للتغير هذا الواقع ,الا انه توج بالشهادة وهي لديه ارقى الدرجات.
https://telegram.me/buratha