أمل الياسري
فتاة فقيرة متدينة، مثقفة ثائرة، يافعة في رحلتها، شخصية رسالية واعية لدورها المعاصر، في عملها بالقطاع التوعوي النسوي، طالبت بتحرير المرأة من الجهل والسطحية، رائدة في مجال التأليف والكتابة الهادفة الموجهة للمرأة المسلمة، وحمايتها من الإنحراف والضياع، ومحاربة الدعاة للتحرر الغربي الفاسد، ورفض كلمة الرجعية عمَنْ إلتزمت بحجابها الشرعي، ما أعظمها من قوة في الإنشداد للعمل الإسلامي في العراق، إنها مجمل مسيرة قادتها بكل عنفوان، السيدة العلوية بنت الهدى آمنة حيدر الصدر (رضوانه تعالى عليها).
(الظليمة.. الظليمة أيها الناس هذا مرجعكم قد أعتقل)، بهذه الكلمات صدحت السيدة الطاهرة بنت الهدى، وهي ترى مشهد إعتقال شقيقها السيد محمد باقر الصدر أواخر عام (1979)، من بيتهم في مدينة النجف الأشرف، لتحث أبناء مذهبها على نصرته، والتنديد بهذا الإعتقال المشين بحق المرجع، والفقيه، والمفسر، والمفكر الصدر الأول، والذي حرم الإنتماء للبعث الدموي الكافر، وإسقاط نظامه ومقاومته، وبالفعل كانت صرختها بمثابة البيان الزينبي الخالد، حين ركز الصدر بين السلة والذلة فأطلقها: هيهات منا الذلة.
لقد رافقت السيدة بنت الهدى أخاها، السيد محمد باقر الصدر في رحلة إعتقاله، ونالها من التعذيب أشد الأساليب وأبشعها، على يد زبانية البعث الأسود، وكأن تاريخ واقعة الطف، أعيدت تفاصيلها من جديد، لأن الحوراء زينب (عليها السلام) كشفت زيف الحكم الأموي الفاسد، وكذا فعلت عذراء العقيدة والمبدأ بنت الهدى، عندما ألقت الأضواء الكاشفة للواقع البعثي المزيف، الذي خدّر المرأة العراقية المسلمة وجعلها ألعوبة، لا تعرف واقعها الحقيقي في المجتمع، الذي تشكل نصفه وتصنع نصفه الآخر.
(11) مؤلفاً عظيماً تركته العلوية بنت الهدى، تبنت بكل قوة مسؤولية كبيرة، في الرد على شعارات تحرير المرأة، وحقوقها،ومساواتها بالرجل، وتقول: (أنغام سمعناها وسنسمعها أيضاً، ما دام المكروب الأجنبي يسري في عروق مجتمعنا المسكين)، والحق شقيقها محمد باقر الصدر هو مَنْ شجعها للكتابة، والنشر والتصدي لهذه المهمة، في زمن قاد فيه الإستعمار هجومه الثقافي، للسيطرة على الجيل الصاعد، فأخذت المرأة المسلمة بيدها الشريفة الى الصراط القويم، مؤكدة (إن الإسلام شرفنا ولنا في زينب لأسوة حسنة).
https://telegram.me/buratha