أمل الياسري
وجه ناصع البياض، رقيق كالماء، قوي كالسيف، ساطع كالشمس، ذلك هو وجه مَنْ لم تنحنِ قامتها لزبانية البعث الأسود، فبقيت روحها المعذبة صوتاً في الضمير الإنساني، كان جرحها كبيراً بحجم مساحة الألم العراقي، وبهذه الروح العظيمة رافقت السيدة بنت الهدى، شقيقها السيد محمد باقر الصدر، عند إعتقاله على يد طاغية البعث المقبور، في ثمانينيات القرن الماضي وتحديداً التاسع من نيسان لعام (1980)، حيث صُنع التأريخ يوم تقلدت وسام الشهادة مع أخيها، داخل مطامير الطاغية المقبور.
ولدت النجف لتبقى خالدة، فإنطلقت منها هتافات البطولة، والشموخ، والكرامة، وصدح منها هتاف السيد محمد باقر الصدر، حينما قال لزبانية البعث الكافر: (الجماهير أقوى من الطغاة)، إنه صوت في الضمير الإنساني، يتنفس علماً ويمنح ألقاباً لمختلف العلوم الدينية، وما زالت صورته تنطق وتبتسم رغم جراحه، والتي يدرك معها أنه لا رسالة تدوم ما لم تقدم الدماء لها، قرباناً للعدالة والحرية، وبالفعل ترجمت دماؤه ودماء أخته السيدة آمنة الصدر، لأفعال لرفض الضيم، والقمع الدكتاتوري الصدامي البغيض.
أين الطغاة؟ أين المتجبرون؟ أين هي الجيوش الجرارة؟ أين السلطة والنفوذ؟ أين البعث وعفالقته؟ أسئلة تنطوي على كثير من المرارة والألم، لأنها أفقدتنا هامة من هامات العمل الإسلامي الأصيل الرافض للظلم، وقامة من قامات مدرسة الإمام الحسين، ومدرسة الإمام الكاظم (عليهما السلام)، فكان السيد محمد باقر الصدر خير خلف لخير سلف قولا وفعلاً، فالشهيد الصدر لم يخف صوت رصاص الميادين، أو صهيل البنادق البعثية القذرة، فزحف للشهادة بقدم صدق عند مليك مقتدر، وحسن أولئك رفيقاً.
لابد أن يشرق الضوء في آخر النفق، هذا ما كان يتمناه السيد محمد باقر الصدر، بأن يزول حكم البعث المتسلط على رقاب المظلومين، والذي أرادوا أن يطفئوا نوره، ودعوته لإسقاط البعث وتحريم الإنتماء إليه، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره البعثيون، فشاءت العناية الإلهية، أن يكون يوم خلاص العراق من الطاغية (9/4/2003)، هو نفسه ذكرى إستشهاد المفكر محمد باقر الصدر (قدس)، فالسلام عليك يا وارث المظلومية، وعلى أختك عذراء العقيدة ورضوانه تعالى عليكما.
https://telegram.me/buratha