باقر الجبوري
بين أتباع المرجع (( الاعلى ))
وبين أتباع الولي الفقيه (( الأعلى ))
وبين أتباع الدين واللادين
حرب شرسة نتحسس بحسيسها ونرى لهيبها ونسمع صرخات من سقط بين أهوائها المظلة فوق طاولات منصات التواصل الاجتماعي ...
الحرب بين ثلاثة فرق ...
الأول ...بلباس المرجعية
الثاني ... بلباس ولاية الفقيه
بثالث بلباس حب الأوطان والمدنية
الملعب ... صفحات الفيس بوك ومنصات التواصل الاجتماعي
الأسلحة المسموح إستخدامها ... كل أنواع السب والشتم حكم المباراة ... يهودي مع قربة من العسل المصفى بطعم السم سيتخدمها بدلا عن الصافرة الاعتيادية ليعلن من خلالها الفائز او الفاولات او
الجمهور ... البعض يتشنج والبعض يستمع ويسكت والبعض كالأهبل في صورة إنسان
فوق كل هذا ... سيكون هنالك مجموعة من المحللين يقفون فوق مدارج الملعب ليأولوا الاحكام التي سيبثها الحكم على الاهداف
فإن كانت في صالحهم ... كانت حلولس
وإن كانت في غر صالحهم ... كانت حرومس
ولكل كلمة منهم سيكون هناك ثمن
يعادلها بالوزن ويسير معها بنفس الاتجاه
هذه هي الصورة الحقيقية ...
فما الحكاية ...
إنها حكاية العشرات من الصفحات الوهمية من أتباع الفريق الثالث والتي تنتسب زورا للفريق الاول والثاني وتعتمد في نشرها السباب والشتم من كل طرف على الطرف الاخر بحجة الدفاع عن الطرف الذي ينتمون اليه اضافة للطرف الثالث الذي يدعوا الى ترك الدين والعقيدة ووالعودة للإنتماء للوطن فقط لاغير ووجود هذه التيارات حقيقة يجب الاعتراف
فالأول ... يفند أراء المرجعية ليرفع من شأن ولاية الفقيه
والثاني ... يفند مبدأ ولاية الفقيه ليرفع من شان المرجعية
الثالث ... يكفر بالجميع الدين والعقيدة في مقابل الثناء على الوطن كما يدعي
كل هؤلاء ... يعتمدون على قصاصات من الردود المجتزءة للاقوال او الفتاوى او الصور المفبركة كما يعتمدان على آراء من لا رأي ولا عدالة له عندنا لفسقهم أو كفرهم والحادهم أو لامور اخرى تسلب منهم العدالة وهو ما معمول به في علم رجال وفي تصحيح الأحاديث
البعض يقول ... قال رامسفيلد
والبعض يقول ... قال بريمر
والبعض الاخر يقول ... قال المحلل السياسي او كتب المركز الستراتيجي الامريكي أو البريطاني الخ الخ الخ
الطرفين وانت تتصفح صفحاتهم الفيسبوكية ستجد مشتركا واحدا يجمعهم ألا وهو محاربة التقليد من الاصل
فلا تقليد في الفقه ... كما لاتقليد في العقائد
قال الامام الصادق ع كذا (( مقبولة عمر ابن حنظلة الخ ))
هذا كل ما لديهم .. مقبولة عمر ابن حنظلة
مع اننا كشيعة نعتمد على هذه المقبولة في إثبات التقليد وأثبات ولاية الفقيه كذلك فأنهم وبأسلوب بنو قينقاع تجدهم يقومون باقتطاع الجزء الاول من الرواية والتي يتكلم فيها الامام عليه السلام بعدم جواز التحاكم لدى السلطان الجائر في الامور الفقهية والاجتماعية لان ذلك يعد من الركون اليه
وبعد ذلك يقتطعون الجزء الاخر فلا يتعاملون معه وهو تبيان العودة الى الحجج من العلماء حسب قول الامام (( أما من كان من الفقهاء حافظا لدينه صائنا لنفسه مخالفا لهواه مطيعا لامر مولاه ... فعلى العوام أن يقلدوه )) وهذا نهاية الخطاب
ولو جئنا للقرآن لوجدناه الدليل الامثل الذي أستند اليه الامام في حديثه كما في قوله تعالى (( فلولا نفر من كل فرقة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم ... ))
قال الله ... نفر يتفقه في الدين وعليه واجب الانذار ...
وقال الصادق ... فللعوام أن يقلدوه ...
فمن أين جاؤا بدليل حرمة التقليد ..
وسنده قرآني وروائي ونقلي وعقلي
الفريق الثالث ... يعتمد اليوم في طرحه عن الوطنية على حديث (( حب الوطن من الايمان )) ولانهم جهلة فتراهم ساعة يقولون قاله رسول الله وبعد ساعة يقولون قاله امير المؤمنين ثم يقولون روي الحديث عن الائمة عليهم السلام
والحقيقة اني بحث عنه فلم اجد الا روايات واقوال تنسب الى رسول الله وبدون واسطة فيقولون (( قال رسول الله .. الحديث )) وهي مروي عند اهل السنة وليس عندنا
مع اننا لسنا ضد الوطنية بل نحن ضد من يجعل من الوطنية التي حددها سايكس بيكوا قانونا يجب الالتزام به ولو على حساب العقيدة والدين وهذا دس ...
الا تلاحظون انهم يقدمون الوطنية على العقيدة
ثم يقدمون القومية على الوطنية إذا كان الامر يستلزم اقامة العلاقات مع الدول العربية التي شاركت بقتل العراقيين بفتاوى دينية مبنية على عقائد تكفيرية فاسدة ...
السؤال المهم هنا ... من يمثلون
والسؤال الاهم ما الفائدة المرجوة من ذلك
والسؤال الاهم من كل ذلك ... من المستفيد
اعتقد ان الاجابة ستكون كالاتي
اولا ... من خلال كل متابعاتنا لهم فقد وجدنا انهم عبارة عن مجاميع متطرفة لاتنتمي الى مرجعية هذا ولاإلى ولاية ذاك
فانتمائهم الحقيقي منحصر بين الحركات المنحرفة الشيعية أو المرجعيات التي باتت سببا مباشرا بالاساة الى مذهب الشيعة وعقائد الشيعة ومراجع الشيعة ممن يختلفون معه مجرد الاختلاف في الرأي وهؤلاء يتشاركون الخندق الأعلامي المعادي للمراجع مع مجاميع الوهابية وصفحات اخرى أسرائيلية تدار أغلبها من إسرائيل أو السعودية وحتى من العراق برعاية السفارات التي تغدق عليهم بالاموال ..
وكما ذكرنا فهم يتلحفون بأسماء وهمية وصورة للمرجع الذي يدّعون الانتماء اليه للتغطية او لحرف الحقيقة وزيادة في التحريض والبلبلة ...
ثانيا ... وفي معرض كلامنا عن الفائدة المرجوة من هذا التقاتل
فلا فائدة ترجى او تذكر في الامر للمجتمع الشيعي إلا زيادة التقاتل والتناحر بين الشيعة وتشويه صورة المرجعية والتشكيك بعقائدهم ابتداء من التقليد وانتهاء بولاية الفقيه
وهذا هو مطلب أعداء الدين والمذهب بلا شك ...
ثالثا ... اما الكلام عن المستفيد فان النقطة الثانية قد تكفلت بالحديث عمن سيستفيد منه اعداء الامة من المنحرفين دينيا كجماعة الصرخي واليماني والقحطاني والعشرات من الحركات المنحرفة الدينية وغير الدينية وكل هؤلاء اتباع وذيول لدول خليجية ومؤتمرين بأوامرها من خلال السفرات التي تدير هذه الكروبات ...
وكذلك معهم على الخط مجاميع البعثية والوهابية وصولا الى أسرائيل نفسها التي تدير كل هذه الصفحات مع ما تديره السفارة الامريكية والبريطانية (( مركز الحرب والسلام )) من جحوش تم اختيارها بعناية لكتابة المقالات الهدامة ونشر السلبية بين النسيج المجتمعي الملتف حول المرجعية او حتى المجتمع بشكل عام الذي اصبح على يقين ان المرجعية إذا كانت في ايران او العراق فهي تمثل صمامات الامان ليس للامة فقط بل وللعالم اجمع على إختلاف مذاهبه ومشاربه الفكرية والثقافية والسياسية
لنعترف ان المشكلة مع هؤلاء كبيرة واكبر من التعامل معها على بالتحاور لانهم غالبا ما ينهونها بشتم العلماء والمراجع والدين واتهامهم بانهم هم رؤوس الفساد وأسباب هراب العالم اجمع متحججين بعبارة (( الدين أفيون الشعوب )) وكان الدين منع الانسان من الوصول الى القمر ...
وهؤلاء لايتم علاجهم كذلك من خلال الكروبات او اخراق او تهكير تلك الصفحات والمنصات لانها حلول وقتية بامكان الطرف الاخر ان ياتي بعشرة صفحات اخرى خلال ساعة واحدة ليعود من جديد لنفس الطريق ..
المشكلة تحتاج الى وسائل كبيرة وعلى المستوى الحكومي والمجتمعي مع تداخل المرجعية فيها من خلال التثقيف ومن خلال المنبر الحسيني في التصدي لهؤلاء ...
وبتعبير اخر يستخدمه الاطباء ... فالعملية تحتاج الى الكشف المبكر عن المرض وتحتاج الى اجراء عملية او نظام دواىي يساعد على تحجيم المرض لوقف انتشاره بين أعظاء الجسم السليمة ثم العلاج إما بالبتر او بإستأصال هذه الغدد المريضة من الجذور
إذن ...
فنحن ذن بحاجة الى تشخيص للحالة وهي مشخصة
ثم تحديد مواطن المرض وأماكن إنتشاره والحواضن التي تموله وتعطيه الغطاء الشرعي ... وهي محددة
ثم إستخدام إسلوب الحجز والعزل والتطويق وهنا يأتي دور الحكومة أذا كانت جادة في الامر وكيلا ننسى فالحكومات السابقة هي من كانت تعطي الغطاء الشرعي لتلك الحركات والتيارات المنحرفة لضرب الدين والمرجعية لانهم يشتركون معهم في الهدف ولا أريد الدخول بالجزئيات ...
وهنا ناتي الى الخطوة والمرحلة الاخيرة من العلاج بالانتقال الى مرحلة البتر والاستأصال
وهذا كله طبعا لاينفي ان الدور الاساس في جميع مراحل العلاج لن يكون ناجعا ولا ناجحا الا من خلال دخول المجتمع في تلك المعركة ضد تلك التوجهات وأدائهم للتكليف الشرعي بالتصدي للانحراف لانه هو المستهدف الاول من هذا الحرب
اللهم اني قد بلغت ... فاشهد لي بذلك
https://telegram.me/buratha