ميثم العطواني
تمر علينا اليوم، الذكرى السادسة عشر لسقوط نظام البعث، وذلك عندما إحتلت القوات الأميركية بغداد في التاسع من نيسان عام 2003، وسيبقى هذا اليوم خالدا في نفوس العراقيين جيل بعد جيل، حيث عبر الشعب العراقي عن سعادته بإسقاط تمثال صدام الجاثم في ساحة الفردوس كرمز دال على سقوط نظامه، وذلك لما كان يمثله لهم من ديكتاتورية وتفرد في الحكم، النظام الذي حكم بالنار والحديد وانهك البلد من خلال زجه بحروب طاحنة حرقت اليابس والأخضر معا، ولن يكتف بآلة الحرب التي يعشقها، بل وضع الى حانبها آلة الإعتقالات والأعدامات، وكان مصير مئات الآلاف من الشباب المثقف الواعي هو الموت اما في جبهات القتال أو في السجون والمعتقلات السرية، وإذ ما اردنا الحديث عن تلك الجرائم فانها لا تعد ولا تحصى، وبعد ان إعتاد على اراقة الدماء وانتهاك الحرمات، وصل به الحال ان يتمادى وينفذ جريمته الشنعاء بإعتقال آية الله العظمى فيلسوف العصر المفكر السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه، ومن ثم إعدامه وأخته العلوية الطاهرة آمنة الصدر رحمها الله، ومن هنا فتحت سجلات الموت التي دون فيها إعدام عشرات الآلاف من الأبرياء لا لشيء يذكر سوى حبهم لآل بيت النبوة عليهم السلام والتمسك بهم والسير على نهجهم، لقد تفنن النظام أنذاك حتى بطرق الإعدام، فمنهم من اعدم بواسطة التفخيخ ولن يجدوا له أي أثر، ومنهم من تم تذويبهم في مادة (التيزاب)، وآخرون تم تقطيعهم بواسطة (الثرامة)، جرائم يندى لها جبين الانسانية، وترفضها جميع القيم والديانات والمبادى، واستمر في تماديه لتطول جرائمه المرجع الناطق آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله تعالى عليه، حيث خطط لجريمة إغتياله بعد ان هز اركان السلطة وأرعبها عندما تحدى النظام من على منبر الكوفة وقال: "كلا كلا للظالم"، و "نريد.. نريد اطلاق سراح السجناء.. فورا.. فورا.. فورا".
جرائم النظام السابق لا تعد ولا تحصى، توزعت على جميع فئات وأطياف الشعب العراقي، وطالت مدن لتشهد ابادة جماعية، لن تتوقف عند مجزرة حلبجة التي راح ضحيتها الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، بل امتدت لتطول مدن الوسط والجنوب في أحداث الانتفاضة الشعبانية المباركة، تلك الملحمة التي سطر من خلالها الثوار أروع أنواع البطولة والتضحية لرفض الذل والخنوع.
وبعد كل ما ذكرناه، والذي لم يكن إلا غيضا من فيض، إلا ان هنالك بعض المنتفعين يقارن بهدف التمجيد بين حكومة البعث المنحل والحكومات المتعاقبة بعد النظام السابق!!.. نعم نقولها بصوت عال، الاخفاقات ترافق الحكومة على مدى أربعة دورات متعاقبة، ولكن لم يتخذ العلماني اياد علاوي قرار يقتضي بموجبه التشدد على منع ممارسة الطقوس الدينية، ولم يصدر الإسلامي ابراهيم الجعفري تعليمات للقضاء على انتشار مخازن بيع الخمور والنوادي الليلة، ولم يقوم نوري المالكي وجميع مقاليد الحكم بيده بإعتقال او اغتيال المرجع الشيخ بشير النجفي عندما وجه بعدم انتخابه، كما لم يخطط حيدر العبادي للتخلص من مرجع الأمة السيد علي الحسيني السيستاني عندما افتى بأن "المجرب لا يجرب".. أتعلمون ان هذه الأحداث لو دارت في عهد حكم البعث المنحل، لقتل أكثر من نصف العراقيين، ودمرت محافظات الفرات الأوسط والجنوبية عن بكرة ابيها، هذا هو واقع الحال ويأتي الجهلة والمنتفعين ويمجدون بالنظام الدكتاتوري من حيث يعلمون او لا يعلمون .
https://telegram.me/buratha