المقالات

سؤالٌ مقدس وجوابٌ قدسي


فاطمة حسين إبراهيم

 

 

في بعض الاحيان يكون لدينا تساؤل عن قصةٍ فخريةٍ من حياتنا ويكون جوابه معلومٌ لدينا ولكن!
نسأله لجلب النشوةِ والغوصِ في غمارِ الفخرِ ولإرتداء بزةِالألق 
سادتي ....
سؤالي مضمونٌ في حكايةٍ سومريةٍ اصلها ترابُ الجنة 
مختصرٌ مفيد داعش ذلك الاخطبوط الاسود صنيعة الاستكبار العالمي ولقيطُ الماسونيةِ البغيظةِ والافكارِ المتطرفةِ
ولجَ من اصلابٍ شتى وارحامٍ متفرقةٍ وتمت ولادته في سوريا وزحف الى العراق فاحرق الحرث والنسل وعاث في الارض الفساد ناهيك عن موجات النزوح وقوافل السبايا ومن ثَمَّ تدمير الآثار والمعالم الحضاريةِ وابادةِالاقليات حتى رزحتِ العديدُ من محافضاتنا تحت نَيرِ هذا الغزو الغاشم .
رائحةُ الدماءِ تزكمُ الانوف وانينُ الاراملِ والثكالى والايتام يشيب منها الرضيع .
السؤال هو ؟ 
كيف تحقق النصرُ على عدوٍ ذي وجوهٍ عدةٍ وافكارٍ سوداءَ 
متعجرفة؟. سلاحٌ لاحصر له ، خططُ عملياتِ التنظيم كانت خيوطها تحاكُ في الغرف المظلمه واضعوها ذئابُ البعثِ و كلاب امريكا واذنابها الخونةِ من دول المنطقةِ والداخل .
بغظِ النضر عن الدعم الفكري والعقائدي الاهوج الذي وفرته بعض رجالات الدين ووعاظُ السلاطين والتي جعلت من التنظيم اسطورةً اسلاميةً مقدسةً تسيءُ الى الاسلام وتخلف رسول الله وتطبق احكام الله في ارضه...
الوجهةُ الاخرى بغداد .
شُلّتِ الحياةُ تقريباً وبات اليأس محطةً في كل بيت واذهلت المرضعات عما ارضعن واوشكت ذواتُ الحمل ان يضعن احمالهن ويأتي الجواب على هذا التساؤل من كربلاء فصدح صوت الحسين منادياً اما من ناصر ينصرنا اما من ذاب يذب عن حرمات العراق الا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين اما السلة واما الذلة وهيهات منا الذلة الا فأن من تبعني استشهد ومن تخلف عني لم يدرك الفتح صدحت القلوب قبل الحناجر ان لبيك داعي الله وبسرعةِ البرق نُضّمتِ الصفوف وأُعيد التأهيل العسكري نُشِرَ المجاهدون كلٌ حسب الحاجةِ لوجوده وهو اسرع استعدادٍ لاصعب معركةٍ على الاطلاق 
فكان النصر والتحرير الذي تبعته اصوات الزغاريد في العراق عموماً وفي الاراضي المغتصبةِ خصوصاً 
نصرٌ اذهل العقول سقطت الاقلام وأُحضِرتِ الأنفُسُ الشُّح فكيف تحقق هذا النصر العظيم وبهذه المدةِ الوجيزةِ في وقتٍ كنا نعاني فيه من ضائقةٍ اقتصاديةٍ مهولةٍ ومن هجران الاخ وغدره فلو اردنا ان نُحصي الاسباب لوجدناها كثيرةً وكثيرةً جداً وحسب رأييَ القاصر من جملتها البعد العقائدي والفكري والانصياع التام من قبل الجميع لأوامرِ المرجعيةِ وعشق الارض المتأصل في الذات البشريةِ عموماً والفرد العراقي على وجه التحديد الا ان الثمن كان غالياً وغالياً جداً فذُبِحت على اعتاب الوطن الآف القرابين وأُريقت اطهر الدماء وقدم الآفٌ من الرجال المناحر والاوصال فداءاً للعراق 
فأيُّ عشقٍ يجعلُ ذلك الشاب الجامعي الذيقاري ذي السحنةِ السمراء ان يقدم يده وساقه اللتان قطعتا من خلافٍ وعلى طبقٍ من ذهبٍ هديةٍ الى ستر العراقيةِ وعفافها وهو يهتفُ من على سرير المشفى (الجف والساك انطيهن حته تنامن مستورات) وايُّ هوىً دفع الملازم وسام التكريتي الى ان يذرّ جسده الفتي معتنقاً تلك المدرعةِ المفخخةِ والتي كانت تحاول ان تقتحم مصفى بيجي ليصبح قطعاً من الحلوى على رؤوس اصحابه وشضايا ترجم اعداء الله والوطن وايُّ شجاعةٍ وغيرةٍ وحميةٍ قد جُمعت في شخص امرأةٍ قَتَلَ التنظيمُ بعلها وولدها للتو فتلبي نخوةَ شبابٍ عُزلٍ مطاردين وتؤويهم في ضرفٍ عصيبٍ فأبت ام قصي ان تسلم دخيلها حتى اوصلتهم الى احضان امهاتهم بسلام وتحول الجنوب والوسط الى حضن امٍ رؤومٍ حانٍ حتى بات بيتا واحدا للنازحين المشردين من سطوةِ داعش فَقُسّمَتِ اللُّقمةُ وفُرِشَتِ القلوبُ قبل البيوت لتكون لهم مأمنا حتى يوم الفرج وكما كان للمواكب الحسينيةِ الاثر الواضح في دعم المعركةِ لوجستياً من مأكلٍ ومشربٍ حتى وصلت بعض المواكب الى المتقدم من المعارك غير ابهةٍ بالموتِ والرصاص وتجب الاشاره الى تِلكُمُ البيوتات الكريمةُ التي آلت على نفسها الا ان تصبح مركزا لجمع التبرعات منضومةٌ متكاملةُ الافراد لاعداد الوجبات السريعةِ الجاهزةِ اضطلعت بها نسوةٌ من كل المستويات الاجتماعيةِ من اللواتي نذرن انفسهن خنساواتٍ بلا لسانٍ فصيحٍ فيدٌ تُطعمُ البطون ويدٌ ترفعُ بالدعاء وافواهٌ ديدنها الذكر والذكر والتسبيح والابتهال لتعجيل الفرج بالنصر المؤزر وسلامةِ المقاتلين ومما لاينسى فضله الاقلام الواعيةُ المثقفةُ والحناجرُ الصادحةُ بأنغامِ التشويق وشحذ همم المقاتلين كان ركنٌ اساسيٌ ولبنةٌ حديديةٌ ترفدُ المعركة بالثبات والعزيمةِ اما الاعلام الصادق كان حاضراً في الميدان ينقل صوراً من لوحات العشق اللامتناهي من والى المعركةِ فَسُجِلتِ الكلمات ووثِقتِ الحروف بعبقٍ من نورٍ لا ننسى دور الام والزوجة والاخت الصابرة المحتسبة التي اتخذت من زينب و أم البنين مثالاً للصمود تحض عزيزها على مواصلة المسيرة متكفلةً بأعباءِ غيابه حتى تحقيق احدى الحسنيين ام النصر واما الشهادة فبين من ضحى بروحه ومن اهدى أوصاله وبين من ترك دوامه كطالبِ جامعةٍ او موظفٍ في دائرةٍ حكوميةٍ او عمامةٍ تركت محراب الصلاة او فلاحٍ لم يأبه ان بارت ارضه او اخضرّت تحول العراق الى خليةِ نحلٍ نشطةٍ وعلى مدار الساعة يؤازر بعضه بعضاً واضحىالناس فيه يتسابقون وكل من مقامه لنيل شرف الدفاع والجهاد لترك بصمةٍ او اثرٍ في تحقيق النصر 
سادتي كان هذا حصرٌ لبعض الاسباب التي ادّت الى النصر السريع على داعش وما خفي كان اعظم واعز و اجل من ان ينسى فطهرت الارض من براثن وقاذورات تلك الفئة الباغية وعاد النازحون الى بيوتهم ولكن !! ولكن !! هل عاد احمد جامبو الى خطيبته التي تنتظره كي يتكلل حبهما بالزفاف وهل تكحلت نواظر مؤمل التوّاقِ الى رؤية بابا برجوعه وهل سكن انين والدة مثنى الكلابي وهل بدّلت زهراء ثوبها الاسود حزناً على اخيها النقيب مهدي سوزة و .. و .. و .. تضحياتٌ ودماءٌ وفداء وتلِكُمُ كانت قصة النصر واسبابه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك