حلا الكناني
مرّت الأيام الخوالي مرّ السحاب، وعند بزوغ كل فجرٍ جديدٍ يأتي شبحُ الظلام ليخيّم على فلوله، و يفترشَ عباءته السوداء، ليُنذر بظلامٍ حالكٍ لايُبصر فيه المرء نفسه، ولاظلٍ منه.
بينما يعاني الظلمة، شعر بذلك الشبح يدنو منه كثيراً، ورائحة انفاسه النتنة بدأت تغزو المكان، وكأنه يحمل في كفّه الدمويّ مستقبلاً ، سيرمي به في بئر عميقٍ لادلوّ، ولاحبلٍ يُرتجى بهما الخروج.
اقترب الصوت اكثر، فجعلَ جميع من كان يرزخ تحت سطوة الرعب أصابعهم في آذانهم من فرط رعده وزمجرته البربرية، وإذا بأيديهم تُسحَب منهم عنوةً، وتُكَبّل بقيودٍ فولاذية أُعدت كلٌ حسب مقاسه، فخالَ بعضهم انه الوحيد الذي كُبّلت يداه، وعندما تعالت خفقات الرعب عرفَ أن كلهم باتَ ينتظرُ ذات المصير.
أمريكا شيطانٌ نهِمٌ لا يشبع من تعذيب أحد، ووحشٌ أخطبوطٌيّ ضخم كلما خالت الفُلك انها تجري بسلامٍ كمُن لها من حيث لا تحتسب، فأغرق أهلها وما نجا منهم إلا قليلٌ، وهؤلاء باتوا ينتظرون ميتةً أخرى من النوع البطيء.
تظهرُ امريكا بوجه البريء الذي يحاول إحلال السلام في جميع أرجاء المعمورة، وكيف لأحدٍ أن يُصدّق تلك المسرحية الرعناء!
أما قال عزّ وجلّ في كتابه الكريم :" ولتجدّنّ أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا"، فالعداء اليهودي للمسلمين زمانه سرمديّ لن ينقضي إلا بانقضاء دولة اليهود التي داومت على ترسيخ جذورها في عقول المتأسلمين، وباتت تشنّ حروباً ضاريةً على الاسلام وأهله، من دون وجود معالمَ واضحةً لها، فالحرب الباردة اخطر انواع الحروب، ترقصُ وتُطبّل على العقول أنى شاءت، وتلتهم احشائها حتى تُحيلها فارغةً بلا وعيٍّ يُذكر.
"المرءُ على دين خليله"، وأمريكا خليلتها إسرائيل، وإحداهنّ ألعنُ من الأخرى، وكلٌ منهما تحاول استعباد الشعوب بذرائعَ قذرة، دون ان تُعرف لها ايّ احقيّة، سوى تلك النرجسية الحمقاء التي اعتقد معها اليهود وحليفتهم الشريرة أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن النار لن تمسّهم إلا أياماً معدودةً.
ما هؤلاء إلا رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه، وانظروا من حولكم، كيف انهم اذا دخلوا قريةً جعلوا أكابرَ أهلها أذلّةً، وعاثوا في الأرض فساداً، وأهلكوا الحرثَ والنسل.
كلما بصُرت تلكم المشعوذتين عن جُنُبٍ دولةً سادَ فيها النعيم، بعثت بجيوشها من الخفافيش لتأتيها بالخبر اليقين، فيتسابق هؤلاء العبيد في إظهار فروض الطاعة العمياء، فمنهم من يوعد بتدمير البلاد قبل ان تقوم من المقام، وتوعد الاخرى أني فاعلة ذلك قبل أن يرتدّ إليكِ طرفكِ، وسأنتقم لكِ شرّ انتقام، فتُلقي بتعويذة الفتن بين أهل القرى، حتى تنتشر بينهم كلمح البصر او هو أقرب، وتستشري في جسد الأمة كفعل السرطان من الجسد.
تلك هي المتلازمة الامريكية واليهودية، ما حلّت في بلد من البلاد، الا اوردته الهلاك، وأوحت لسماءه ان امطري قحطاً، وسنيناً عِجاف، وان انزعي عنك الرحمة، لتُصلب البشرية حينها، ويأكل من رأسها الطير، و تكون كفقاعةٍ ، ما إن تتخللها نفحةٌ من هواء، تلاشتْ كأن لم تكن من قبل، وآلت إلى الزوال
https://telegram.me/buratha
