المقالات

الحشد الشعبي ...الأرق الدائم !!

1599 2019-04-17

قاسم العبودي

 

عندما شكل الحشد الشعبي بالفتوى المباركة , ضحك الجنرال الأمريكي تهكما , وضحكت معه كل الذيول الأمريكية . الأمريكي ضحك لأنه أراد أن يغطي الغمامة التي أعتلت صدره , فهو يعرف جيدا ماذا تعني فتوى . أما الذيول التي ضحكت فكانت تنظر للموضوع من زاوية هشاشة التشكيل , فهم خرجوا كما خرجت جيوش بدر بجريد النخل والعصي . كان التسليح بسيطا جدا فكيف يصمد أمام الآلة العسكرية الداعشية التي مولتها أكبر مصانع السلاح بالعالم , بل أهمها . تناسوا أن البناء عندما يكون عقائديا , لن تصمد معه جميع أسلحة الكون بأسرها . وأنتصر الحشد , وحررت محافظاتنا بأكملها , وأنبهرت كل التقنيات العسكرية أما هذا الأنتصار الكبير والفريد . 
بعد هذه المقدمة البسيطة , السؤال هنا , أذا كان هذا التشكيل العسكري حرر مناطق العراق بأكملها , وكان على درجة عالية من الأنضباطية , رغم ما حاولت معاول التسقيط الحط من شأنه , لماذا هذه المطالبات المحمومة بحله وتسريحه ؟؟ .
أعتقد أن الأمر يكمن بعدة أسباب أولها أن الحشد أستطاع أن يفشل الخطط العسكرية لأرهابيي داعش والتي وضعت على أعلى مستوى من قيادة العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط . فأن القضاء على داعش يعني ذهول المخطط لهذه المجاميع الأرهابية التي تم صنعها على أن تكون العصى التي يهش بها المحتل وجه الدول التي تمحورت في محور المقاومة . 
ثانيا أعتقد أن بعض القوى ( السياسية ) السائرة في ركاب المحتل الأمريكي والتي وضعت عن عمد داخل العملية السياسية في العراق , قد خشيت على نفسها من سطوة الحشد الذي يأتمر بأمر المرجعية التي لا تأخذها في الله لومة لائم . لأن تلك القوى تعد نفسها أن تكون القادم خلفا للنظام الذي سقط الى غير رجعة . خشيت تلك القوى أن تعاد تجربة الحرس الثوري الأيراني , خصوصا أن التشكيلين يصدران من سراج واحد هي المرجعية سوى كانت في أيران أو العراق . 
نحن نرى أن أمر حل الحشد من بقائه بيد المرجعية التي شكلت الحشد الشعبي وفق منظورها الشرعي . فلا هذا ولا ذاك بيده زمام المبادرة سوى من قام بتشكيله . أن الموتورين والمرتجفين الذين أرقهم قيام الحشد وأنضباطيته العالية , قد ملئوا الدنيا زعيقا من أجل حله لأعتقادهم الراسخ بأن الحشد سيكون الفاروق بين الحق والباطل . سيكون الفيصل الذي يفتت جميع مخططاتهم الخبيثة . 
تلك القوى الشريرة أستبشرت خيرا عندما وضع الحرس الثوري على قائمة ( الأرهاب الأمريكي ) على أمل أن يضاف الحشد الشعبي على نفس القائمة , متناسين أن الحرس الثوري أو الحشد الشعبي من غير الممكن أن ينصاعوا لمقررات ترامب تحت أي ظرف . 
تبقى أماني بعض القوى السياسية العراقية متعلقة بالقرار الأمريكي , عسى أن تجد ضالتها في هكذا قرار . ونحن نعتقد أعتقادا جازما أن التوأمين السياميين اللذان أنبثقا من رحم واحد , سيكون لهم القرار الأخير بتقويم ما تم أعوجاجه في منطقة الشرق الأوسط برمتها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك