قاسم العبودي
عندما شكل الحشد الشعبي بالفتوى المباركة , ضحك الجنرال الأمريكي تهكما , وضحكت معه كل الذيول الأمريكية . الأمريكي ضحك لأنه أراد أن يغطي الغمامة التي أعتلت صدره , فهو يعرف جيدا ماذا تعني فتوى . أما الذيول التي ضحكت فكانت تنظر للموضوع من زاوية هشاشة التشكيل , فهم خرجوا كما خرجت جيوش بدر بجريد النخل والعصي . كان التسليح بسيطا جدا فكيف يصمد أمام الآلة العسكرية الداعشية التي مولتها أكبر مصانع السلاح بالعالم , بل أهمها . تناسوا أن البناء عندما يكون عقائديا , لن تصمد معه جميع أسلحة الكون بأسرها . وأنتصر الحشد , وحررت محافظاتنا بأكملها , وأنبهرت كل التقنيات العسكرية أما هذا الأنتصار الكبير والفريد .
بعد هذه المقدمة البسيطة , السؤال هنا , أذا كان هذا التشكيل العسكري حرر مناطق العراق بأكملها , وكان على درجة عالية من الأنضباطية , رغم ما حاولت معاول التسقيط الحط من شأنه , لماذا هذه المطالبات المحمومة بحله وتسريحه ؟؟ .
أعتقد أن الأمر يكمن بعدة أسباب أولها أن الحشد أستطاع أن يفشل الخطط العسكرية لأرهابيي داعش والتي وضعت على أعلى مستوى من قيادة العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط . فأن القضاء على داعش يعني ذهول المخطط لهذه المجاميع الأرهابية التي تم صنعها على أن تكون العصى التي يهش بها المحتل وجه الدول التي تمحورت في محور المقاومة .
ثانيا أعتقد أن بعض القوى ( السياسية ) السائرة في ركاب المحتل الأمريكي والتي وضعت عن عمد داخل العملية السياسية في العراق , قد خشيت على نفسها من سطوة الحشد الذي يأتمر بأمر المرجعية التي لا تأخذها في الله لومة لائم . لأن تلك القوى تعد نفسها أن تكون القادم خلفا للنظام الذي سقط الى غير رجعة . خشيت تلك القوى أن تعاد تجربة الحرس الثوري الأيراني , خصوصا أن التشكيلين يصدران من سراج واحد هي المرجعية سوى كانت في أيران أو العراق .
نحن نرى أن أمر حل الحشد من بقائه بيد المرجعية التي شكلت الحشد الشعبي وفق منظورها الشرعي . فلا هذا ولا ذاك بيده زمام المبادرة سوى من قام بتشكيله . أن الموتورين والمرتجفين الذين أرقهم قيام الحشد وأنضباطيته العالية , قد ملئوا الدنيا زعيقا من أجل حله لأعتقادهم الراسخ بأن الحشد سيكون الفاروق بين الحق والباطل . سيكون الفيصل الذي يفتت جميع مخططاتهم الخبيثة .
تلك القوى الشريرة أستبشرت خيرا عندما وضع الحرس الثوري على قائمة ( الأرهاب الأمريكي ) على أمل أن يضاف الحشد الشعبي على نفس القائمة , متناسين أن الحرس الثوري أو الحشد الشعبي من غير الممكن أن ينصاعوا لمقررات ترامب تحت أي ظرف .
تبقى أماني بعض القوى السياسية العراقية متعلقة بالقرار الأمريكي , عسى أن تجد ضالتها في هكذا قرار . ونحن نعتقد أعتقادا جازما أن التوأمين السياميين اللذان أنبثقا من رحم واحد , سيكون لهم القرار الأخير بتقويم ما تم أعوجاجه في منطقة الشرق الأوسط برمتها .
https://telegram.me/buratha