باقر الجبوري
............
يقول البعض أنه يعيش معنا بصمته المطبق
فتذاكرت مع نفسي حياة هذا المرجع الصامت وخلال دقائق وجيزة لأحصي أنجازاته وأعماله ثم أخذت تمر أمام مخيلتي صورة مجسمة وثلاثية الابعاد لأحداث عديدة مرت علينا لم يكن لغيره الفضل في نجاتنا من ويلاتها ...
وما زلت اتذكر ....
أتذكر بعد سقوط الصنم انه أول من أفتى بحرمة سرقة أموال الدولة وأوجب الحفاظ عليها ...
وانه أول من افتى بعدم جواز قتل أي انسان بحجة كونه من المنتمين للنظام السابق وتكون المطالبة بالحق من ولي الدم فقط وباقرار المحاكم بذلك الحق ليؤد بذلك فتنة لم تكن لتنتهي ابدا
وأتذكر ... انه وفي مقابلته لمبعوث الامم المتحدة في العراق (( ديملوا )) كيف أفحمه بظرورة وأمكانية أقامة أنتخابات في العراق أعتمادا على البطاقة التموينة كما اعترف ديملوا
بذلك علنا فقتل على أثرها بعد أسبوع واحد بانتحاري من القاعدة وبتواطيء أمريكي ...
فهل هذا هو الصمت ؟؟
وأتذكر ... كيف أصر على كتابة دستور عراقي وبأيدي عراقية بعيدا عن أصابع الاحتلال فقال وفعل وثنيت له الوسادة حتى كتب الدستور ....
فهل هذا هو الصمت ؟
وأتذكر ... كيف قام فأفتى بوجوب التصويت على الدستور فمحى كيد الكائدين ممن تثاقل عليه الاعتراف بأن النجف أصبحت هي المحرك الذي يدير الامور ..
فهل هذا هو الصمت ؟
واتذكر ... كيف أنقذ العتبات المقدسة في كربلاء بفتواه الشهيرة بحفظ الدماء والمقدسات واعاد الامور الى نصابها بعد احداث أصحاب الافكار المنحرفة ومحاولتهم احتلال العتبتين الحسينية والعباسية وقيامهم بقتل الابرياء من العاملين في العتبات والزائرين ....
فهل هذا هو الصمت ؟
واتذكره عندما عاد الى النجف من لندن بعد أجرائه لعملية جراحية وكيف انقذ النجف وأنقذ ضريح الامام علي ع بعد أن أريد له أن تهتك أستاره وتقصف قبته فدخلها دخول الفاتحين وتطأطأت تحت قدميه رؤوس الفتنة والمتلسنين ..
فهل هذا هو الصمت ؟
وأتذكره وخلال سنوات الاحتلال الطويلة وهو يرفض مرارا وتكرارا مقابلة أي وفد يمثل الاحتلال ويصر على ان تأخذ الحكومة العراقية زمام الامور مع كل ما قدم اليه من مغريات ....
فهل هذا هو الصمت ؟
وأتذكره يحث على الدخول للأنتخابات الاولى والثانية والثالثة وظرورة انتخاب الاصلح والمجرب لايجرب حتى بح صوته ولكن من يسمع ...
فهل هذا هو الصمت
وأتذكره عند تفجير قبة الامامين العسكريين عليهما السلام وهو يحث الجميع على التهدئة وان السنة أنفسنا في وقت طرح فيه البعض نظرية (( 7×7 )) و (( 5×5 ))
فأطفأ الفتنة وردها الى نحرها ....
فهل هذا هو الصمت ؟
واتذكره عندما دخلت داعش واسقطت ست محافظات فكان هو صاحب أعظم فتوى في التاريخ الحديث أستطاعت أن تجيش من العمال والفلاحين والكسبة وطلبة المدارس وحتى الشيوخ ممن يقدر على حمل السلاح لتصد اكبر هجمة بربرية عرفها التاريخ داعش ببعدها الاقليمي الوهابي وببعدها الغربي اليهودي حتى كتب النصر المبين لحشده الصامت من حوزته الصامتة التي نطقت بالرصاص وكتبت بالدماء لوحة كتب فيها :
((شلون نعوف الساتر .. والسيستاني موصي عليه))
تذكرت صمته وتسائلت ؟؟
فأذا كان في صمته قد اخرس الألسن وثنى الوسادة للعمامة لتبسط رأيها في المجتمع حتى تقوده الى بر الامان وتقول قولها وتفعل فعلها ..
وانه بصمته قتل عشرات الفتن ..
وبصمته حافظ على العراق موحدا وعلى ارواح العراقيين أمينة .
وبصمته أفشل كل مخططات الغرب اليهودي وكسر شوكة داعش وكل من لف لفيفها
أقول ... فكيف كانت ستكون الامور يا سيدي (( الصامت )) أذا نطقت ؟
هذا المرجع الصامت لايملك في العراق بيتا أو أرضا أنما هو مؤجر لبيت صغير في أزقة النجف ولايختلف حاله عن حال أي فقير من فقرائها .
يقسم احد المقربين اليه انه لم يبدل جبته او عمته منذ اكثر عشرة سنوات ليتأسى بالفقراء
انه أية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (( دام ظله الوارف ))
https://telegram.me/buratha