ماهر ضياء محيي الدين
الكثير متفق على أن ظروف البلد العامة بمختلف الجوانب معقد للغاية ، وتتجه نحو إلى الأسوأ يوم بعد يوم بكثير عن الأوقات السابقة من خلال الكثير من الدلائل الواضحة ، والحقائق التي لا تعد ولا تحصى .
لماذا نطلب من المرجعية التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ؟ .
حقيقية يعرفها الجميع كل الحكومات السابقة والحالية فشلت في أدارة الدولة ومؤسساتها ، ولم تحقق للعراقيين ما كنا نحلم به غير الدمار والخراب من جهة ، ومن جهة أخرى الآهات والإحزان ، وعلى الرغم من مرور أكثر من خمسة عشر من الحكم ،وصرف المليارات من الأموال في مشاريع كانت الغايات من ورائها تحقيق مكاسب سياسية أو انتخابية بحتة ، ووعود الكثير منها في تغير واقع البلد المرير كانت الأيام كفيله في كشف زيف أدعاتهم .
حقيقة أخرى يعرفه الجميع إن الأسباب التي أدت إلى فشل تجربة ما بعد 2003 , وليومنا هذا ما زالت قائمة ، وأكثر من السابق بكثير جدا من استمرار التهديدات و المخاطر المحدقة بنا التي لا تنتهي ، بسبب الصراعات المحتدمة بين الكبار كانت ومازالت سببا رئيسا في دمار وخراب بلدنا ،واستمرار تدخله في أدق تفاصيل الشأن العراقي والتي لا تحتاج إلى دليل ، وقوى أخرى داخلية لا تريد الخير للبلد وأهله مطلقا لأسباب السلطة ، وإقصاء الآخرين .
وضع بهذا التعقيد والصعوبة يحتاج إلى معالجات واقعية وجذرية وفورية ، و لا توجد إي قوى غير المرجعية قادرة على التدخل ، لان الكل يعرف دورها ، وتأثيرها من خلال فتواه الجهادية لمواجهة داعش ، ودعواها في المشاركة في الانتخابات الأولى بعد السقوط ، وتكون فتواه هذه المرة من اجل تغير وقائعنا المرير،والدعوة للمشاركة الجميع في إعادة وتأهيل كافة المصانع والمعامل المتوقفة عن العمل ، وتدعيم الأخرى العاملة مع العمل على استصلاح الأراضي الزراعية المهجورة لأسباب معروفة من اجل إعادة القطاع الزراعي إلى عهده الأول .
رغم الصعوبات والعقوبات التي تقف حائل بوجه هذا التغيير المطلوب ، ولعل أولها القوانين النافذة، والإجراءات الروتينية المعقدة ، وحيتان الفساد ، ومن يقف ورائها التي ستكون أول المعارضين لهذا الأمر بطرقهم المعهودة ، لكن وضع البلد يحتاج لهذه الثورة أو الانتفاضة ، والمردودات السياسية والاقتصادية لهذا الأمر تستحق العمل والتخطيط ،وحتى التضحية ، والمسالة لا تحتاج إلى أموال ضخمة أو سنوات عمل طويلة ، بسبب إن بلدنا بلد ثروات وخيرات ، ولدينا المئات والمصانع والمساحات الشائعة التي يمكن زراعتها أو إقامة عدة مشاريع عليه ، ولدينا كذلك الخبرات والكفاءات والطاقات الوطنية العراقية التي بحاجة إلى فرصة ، وإعطاء لها المجال أو المساحة لكي تعمل دون قيد أو شرط أو استهداف مخطط، وستثبت قدرتها العالية في بناء الدولة ومؤسساتها ، والنهوض بالعراق من جديد ، والتجارب السابقة لهم خير دليل على هذا الأمر .
بدعم المرجعية التي معروفة بمواقفها ونهجها الوطنية ، ومشاركة الكل ،سيتحقق حلم كل العراقيين بالعيش بوطن مستقر وأمن ، وبحياة كريمة للأجيال القادمة .
https://telegram.me/buratha