المقالات

عيونٌ أبصرتني الوجود...وبها عرفته

1304 2019-04-22

حلا الكناني

 

أمي كلمة تحمل بين طياتها ألف حكايةً وحكاية، مذ كنتُ روحاً بلا جسد كنتُ أشتاقها،وكنتُ أشعرُ بها تناغيني بصوتٍ ملائكيّ عذب يستلّني من أعماق أعماقي، ويأخذني إلى جنة تفوق الخيال، وتتعداه بأكثر من كثير، ومازال في نفسي وإن كَبُرت ذات الاشتياق وذات الحنين، بل إن حاجتي آليها تزداد في كل لحظة، تغيبُ عني الدنيا برمتّها، ولاتغيبُ عن ناظر القلب بُرهة.

لا اودّ التفكير للحظة انني سأكون يوما بدونها، ولكن هذا الأمر يجتاحني عنوةً من فرط فوبيا فقدانها التي ما لبثت تهدد سعادة ايامي، فأجد دموع جوارحي كلها تنهمرُ ، وأشعر برعب يهزّ أنحائي كلّها، فكأني بنفسي تتناثر أشلاءها، وكل واحدة منها تصرخ بكل ما أُوتيتْ من قوة (أماه لاتتركيني، وارحمي ضعف من لا يقوى على الفطام من احضانك)، فأنا بعدك لا أكون، ولن اعود من تشردي، وضياعي حتى تعودي وتحتويني من جديد.

اتأمل في نفسي في كل مرة، وأسائلها مالي أشعر بذلك الشعور الصبيانيّ، ألا يجب أن اكون أكثر من ذلك نضجاً؟فتجيبني النفس، وكيف لا وهي وجودي، وأن غابت سأرمي بذلك الوجود الى حيث لا رجعة، لأنني سأكون حينها بلا وجود يُذكر، وسأعود كما خُلقتُ أول مرة روحاً تبحث بين الارواح عن تلك الملائكية العذبة، وسأعرفها من بين الخلائق كلها، لأنها شفافة، وحانية وصوتها الشجيّ كصوت العندليب الذي يؤنس النفوس، وابتسامتها الساحرة تستبيح القلب، وتجعله يستريح على فراش من نور، ونظراتها الحنونة تفيض حبّا كفيضان المحيطات، وأحضانها الدافئة تهدهدني كأرجوحة من الازهار أُناظر جمالها تارةً، وأشمّ عبيرها تارةً أخرى، فتأخذني الى حيث لا اودّ العودة.

آلهي انك خلقتني، وخلقتها ، وسوف لن أكون يوماُ الا بها، ومنها، ومعها، وإليها، فهب لها كل ماتبقى من زهوتي، كي اظلّ أُبصر دائما من أبصرتُ بها الوجود،أُقسمت عليك يا مولاي بمن تحب أن لا تحرمني ممن علمتني معنى الحياة، ولم أعرف للحياة معنىً سواها، وان كنتَ جعلت الجنة تحت أقدامها، فاجعلني تراباً يقبّل تلك الاقدام، ويستنشقُ عبير جنتك منه، وان كانت لي عندك حسنات كتبتها، فزدها في ميزان حسناتها، واجعل موازيني كالديار الخالية، لتكون هي في جنانك العالية، وتكون النفس مني راضية، وان كانت في جحيمك جاثية، فراحة امي تكفيني وإن صرتُ الى ذلك الجحيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك