المقالات

شاهول السيد كاطع...!!

2200 2019-04-23

أحمد لعيبي عبدالحسين

 

في فترة من فترات حياتنا كان يجب علينا ان نجمع بين العمل والدراسة لأن بأحدهما يستمر الاخر مثلما تستمر الحياة اليوم بدماء الشهداء وكانت المهنة الوحيدة التي تنفع الطلبة هي مهنة (العمالة) ولكن ليس كل مسؤول عمل يسمح لطالب ان يعمل معه ليوم واحد او يومين وهو يملك كادرآ يعمل معه طول الاسبوع.

كانت المسألة تتطلب ان يتغيب احد العمال ليعمل أحدنا وكنا ندعو يومها بأن يتخلف احدهم عن العمل كي نعمل مكانه ولأننا في تلك الفترة كانت دعواتنا مستجابة وليس مثل اليوم لا تصعد الى السلم الذي كنا نحمل من خلاله الطابوق.

 وشاء القدر ان نعمل مع السيد كاطع ذلك الرجل الذي كانت خارطة وجهه جنوبية بأمتياز وصفاته السومرية في التحضر الروحي والرقي النفسي والاخلاص في العمل رغم ان الرجل لم يكن يحمل شهادة جامعية ولم يحصل على دكتوراه في الفقه مثل أغلب سياسيينا ورغم اننا كنا طلبة وشباب لم يسخر ذلك الرجل منا مثل اغلب من عملنا معهم ولم يهن احد منا مثل تسلط البعض اليوم على وطننا وأذلوا الشعب وجرحوا مشاعره!

 ولعلي اتذكره في يوم من الايام وهو يضع الشاهول في جيبه وكان البناء قد شيد سياجآ لاحد البيوت وكان السيد كاطع يدقق بعد ذلك البناء فظهر عنده في الشاهول أعوجاج بسيط في السياج لا يراه الا من كان ذا خبرة في العمل والبناء فقال السيد لذلك البناء لابد ان تهد الحائط وتبنيه من جديد فأنا أخشى أن يقع ..وهذا السياج خارجي قد يقع على اطفال او اناس تمر بالقرب منه اوعلى أهل البيت... وأيضآ لا اريد ان يقول عني أهل ذلك البيت ان السيد كاطع بنى سياجآ أعوجآ وهذا الشاهول الذي في جيبي لم أضعه للزينه بل للعمل !

وعندما تبسم البناء بوجه السيد ورفض ان يهد الحائط قام السيد بنفسه بتهديم الحائط وبنائه ونادى علي بصوت عالي ان ناولني الطابوق وبدء يضع الطابوق واحدة تلو الاخرى ويقيس بشاهوله مدى استقامة الحائط كلما علا عن الارض.

 وبعد ان اكمل الحائط استخرج من كيس بقربه قطعة خبز وحبة من الطماطم تناولها بإرتياح بالغ ومسح العرق عن جبينه وقال لي وهو يبتسم (شوف أحمد أنت وربعك خلي طريقكم عدل والمهم ترة مو الصلاة بس ..المهم لا تضر الناس...)

 وضع يده خلف ظهره وسار سيد كاطع بعيدآ وتركني أفكر بما قاله ولعله لو كان سياسيا لكان حالنا احسن بكثير ولكان اعطى لهم درسآ في الاخلاص والاخلاق واستخدام الشاهول المهني بدل المسبحة التي استخدمها أغلبهم للتورية والمهم ليس بما يملكون من ارث او يدعون من تدين لكن المهم بما يحملون من اخلاص ووفاء للوطن.

 ورغم ان وصية السيد لازلت ترن بأذني ورغم ان ربعي الذين أشار لهم السيد بعدتهم المواقف والسنوات والاحداث وغيرتهم الحياة لكنها اثبتت صحتها في هذا الزمن وفي كل زمن.

 ولعلي ادعو كل سياسي ان يكون مثل السيد كاطع ويبني أساسا صحيحا لعمله ولحزبه ولوزارته ولكل قانون يشرعه لا يلحق ضررا بالشعب ويدفع مفسدة عنه.
 وانتم ايها الاحبة ممن عرف السيد كاطع او لم يعرفه ادعوكم ان ترفعوا اياديكم وتترحموا عليه بذكرى رحيله العاشرة حيث لاقى الله شهيدآ مظلومآ بأطلاقة امريكية وهو يحمل شاهوله في طلب الرزق متجردآ عن كل منصب او شهادة إلا شهادة واحدة هي شهادة الوفاة فلا غرابة ان تصادف ذكرى رحيله مع ذكرى رحيل إمامه المظلوم موسى بن جعفر عليه السلام ..والعاقبة للمتقين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الفوادي
2019-04-23
شكرا لتلك الانامل التي نقشت هذه الكلمات النيره صدقت والله يا اخي فلقد كان السيد كاطع كما قلت فما اكثر العبر واقل الاعتبار رحمك الله يا سيد كاطع عشت طيبا ومت مفقودا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك