المقالات

المرجعية الدينية تضع ضوابط التواصل الاجتماعي .

1388 2019-04-24

محمد حسن الساعدي 

المرجعية الدينية كعادتها في باب التوجيه تسلط الضوء على بعض السلبيات في المجتمع ، وتضع الحلول المناسبة، وهي بذلك تستشعر المسؤولية تجاه المجتمع العراقي ، الذي دخل في نفق مظلم أسمه شبكات التواصل دون أي ضوابط شرعية لاستخدامه ، وجعله منصة اتهام وتسقيط لنشر الاكاذيب والاخبار الملفقة الى جانب الصور المفبركة والتي لايراعي ناشرها حرمة للشخصيات أو هتك حرمة الناس دون وجه حق، بل تعدى ذلك الى نشر الاخبار المفبركة ضد المجتمع العراقي عموماً، وتصويره على أنه مجتمع منقسم والسعي لترويج الطائفية بين أبناء البلد الواحد،والترويج للافكار الظلامية والفكر البعثي الفاسد الذي أحرق الحرث والنسل في البلاد. 

المرجعية الدينية وخلال خطبة صلاة الجمعة من الصحن الحسيني المطهر بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى الاستخدام الامثل لمنظومة النشر الالكتروني كالفيس بوك وتويتر وغيرها،خصوصاً وأنها سلاح ذو حدين، ومع انتشار هذه الوسائل واهميتها فانها قد تتحول الى نقمة لها ضرر كبير على الامن الاجتماعي والوطني،كما ان المرجعية الدينية وضعت معايير الاستفادة من المنظومة الالكترونية هو التفكير والتأني والتدبر بعاقبة ما ينشره الفرد، وما ينعكس من ضرر من هذا النشر،لان النشر قد يكون ضاراً بالآخرين ولايمكن حذفه بعد أن ينتشر الى الملايين وبعدها لاينفع الندم،لذلك على المتدين الواعي ان يضع الضوابط لنفسه في عملية النشر،وان يتامل جيداً فيما ينشر، وهل هذا النشر فيه ضرر لشخصيات أو مكونات او مذاهب . 

المرجعية الدينية أشارت بوضوح الى ضرورة التاكد من المعلومة قبل الذهاب الى نشرها،وان كانت نافعة وفيها خدمة للمجتمع فلابأس بنشرها،لان النشر الغير المنضبط كالرصاصة الطائفية او القنبلة التي أخطات الهدف قد تقتل الاخ والصديق والمحب وقد تهتك حرمات الناس، وتؤذي مجتمع بأكمله وتقتل العشيرة والاهل أو الامة باكلمها،لان مثل هذه المواقع مليئة بالآراء والتحليلات ربما قد تكون مصدرها مجهول وبعناوين براقة وربما من اناس ضاليين وفاسدين،كما ينبغي على القارئ والمتابع ان يتاكد ويثبت الاخبار ومدى صدقيتها وهل هي حق ام باطل،وعدم الاضرار بالآخرين من خلال هذا النشر والابتعاد عن الكذب والبهتان على الآخرين،كما انه ليس حجة شرعية في المحاججة العلمية، وقد يؤدي هذا النشر الى الفتنة بين المجتمع عموماً . 

المرجعية الدينية اكدت كذلك على ضرورة عدم نشر أي شي ياتي صحيحاً،فبعض الاحيان قد يؤدي نشر الاخبار الصحيحة الى إحداث فتنة بين الناس وخصوصاً الطوائف والاديان والقوميات،ما يعكس الخطر على تماسك المجتمع عموماً، لان قد تكون بعض المعلومات والصور صحيحة ولكن نشرها إذا أدى الى فتن ينبغي التوقف عن النشر،لانها تسبب ضرراً بليغاً بمكونات المجتمع العراقي،والتأكيد على ضرورة أن يكون الفرد نافعاً في مواقع التواصل الاجتماعي الى وسائل سب وشتم لجميع هذه المكونات،والحذر من عملية الابتزاز التي يمارسها البعض على مواقع التواصل لايقاف نزعاته الشريرة ونزواته الشيطانية،مما يؤدي الى هتك أعراض الناس وخصوصياتهم . 

التاكيدات التي جاءت من قبل المرجعية الدينية العليا تطلق جرس الانذار في ضرورة أن تستشعر الحكومة مسؤوليتها امام مثل هذه السلبيات،وتأخذ دروها في حفظ كيان المجتمع من التمزق،والوقوف بوجه هذه الخروقات الخطيرة،كما ينبغي على جميع مؤسسات المجتمع المدني أن تكون هي الاخرى الدور الرئيسي في الوقوف بوجه هذه المواقع ومتابعة أصحابها وملاحقتهم قانونياً، ونشر التوجيهات الطرقية والتأكيد على ضرورة عدم تصديق الاخبار الكاذبة، والدقة في عملية النشر،وأم الحفاظ على مكونات المجتمع العراقي هو خط احمر لاينبغي تجاوزه، والحفاظ على حرمات الناس وخصوصياتهم وتماسك المجتمع عموماً . 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك