المقالات

توقيت خبيث..!


محمد صادق الهاشمي 

------------
أقدمت السعوديةُ على إعدام (37) مؤمناً طاهراً ، كلّ واحد منهم يساوي شسعُ نعلِه آل سعود بأَسرهم وأُسرهم وتاريخهم وتيجانهم , وليس في الأمر غرابة في بلد «الثرّامات»، و«التقطيع بالمناشير»، و«فتاى التكفير» ، و«حزّ الرقاب» ، و«جزّ فروات الرؤوس», إنّهم أخبث ما حملت الأرض ، وأنذل نسخه عرفتها المجتمعات البشرية ؛ ولكن هنا دلالات وكلام في التوقيت الخبيث وهو:
1. إنّ إعدام هذه الكوكبة المؤمنة بعد أنْ أتمّ السيّد عادل عبد المهدي زيارته إلى السعودية ليقال أو يكاد أنْ يقال : إنّ الشيعة في العراق حكومة وشعبا وأحزابا وحوزات غير معنيين بالشيعة في العالم ، وأنّهم في طريقهم إلى التعايش مع الأنظمة العربية دون أنْ يضعوا في حساباتهم أيّ دعم وحماية للمكوّنات الشيعية في المجتمع العربيّ .
2. السعودية سفكت الدم الشيعي في القطيف قبل أنْ يجفّ حبر المذكّرات والاتفاقات التي وقّعتها الحكومة العراقية مع آل سعود حتّى تحرج الحكومة العراقية ، وتظهر للرأي العام العالمي والمحليّ والإقليميّ أنّ الشيعة في السعودية لا حامي لهم ، ولا أحد يمكن أنْ يناصرهم أو يهتمّ لشأنهم, وأنّ شيعة العراق لا يهتمّون إلّا بمصالحهم ولا شيء سواها .
3. السعودية أعدمت هذه الكوكبة في هذا التوقيت ؛ حتّى تشعر الحكومة العراقية وشيعة العراق أنّها لن ولم تغيّر سياستها في استئصال التشيّع وذبحه من الوريد الى الوريد ، وأنّها ماضية بقتل من تريد دون أنْ يرفّ لها جفن ، ودون أنْ تأخذ بنظر الاعتبار الواقع الشيعي ومتغيّراته وواقعه الجديد, بعد أنْ أحرزت نجاح سياستها في تحييد الآخرين وتفكيك الترابط المصيري بين الشيعة . 
4. إنّ السعودية قررت بهذا العمل وهذا التوقيت أنْ تحاصر المكوّن الشيعيّ مكوّناً مكوّناً، في اليمن ، والبحرين ، والسعودية ، وفي الخليج ، وتفتح النار عليهم مكوّناً مكوّناً ؛ لتحجم دورهم ، واستئصال وجودهم السياسيّ بنظرية «التفكيك» بين القوى الشيعية ، ومنع التواصل بينها, والقضاء على الترابط المصيري بينهم, من خلال استمالة البعض ، وذبح البعض الآخر وإيصال الشيعة إلى نظريةٍ مفادُها أنّ شيعة المنطقة يمكن السيطرة عليهم من خلال التفكيك بينهم ، فشيعة العراق تمكّنت السعودية من أنْ تطوّع حكومتهم ، ومقابل هذا يمكن ذبح شيعة البحرين والسعودية من دون أنْ يناصر أحدهم الآخر .
5. إنه توقيتٌ خبيثٌ ؛ لأنه اقترن زماناً مع إعلان (ترامب) محاصرة إيران أكثر,وبهذا تريد الصهيونية السعودية أنْ تقول لشيعة العراق والمنطقة : إنْ لم تركبوا زورقنا فانها ماضية بمشروع الذبح أمام الرأي العام العالميّ دون أنْ يتحرّك المجتمع الدوليّ بإدانة أو النطقِ بحرفٍ واحدٍ . 
26 / 4/ 2019 م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك