احمد لعيبي
كان الهواء مُسرعآ مثل جنازة يتيم
وكان المطر يهطل مثل دمع ام مثكولة لفقد إبنها الوحيد...
والظلام دامس مثل القلوب التي تجمعت على سرقة بسمة الصغار في وطن الكبار...
كان المستشفى يعج بعشرات الحالات ما بين اصابة ونوبة وحرق واغماء..
كانت تلك الانثى تحمل همها وما في بطنها صوب غرفة الطوارئ وهي تصرخ ..
بصمتٍ عال ..
تبكي بدمع جاف..
تصرخ بشفاه ذابلة ..
تجمع قواها وليس لها احد سواها...!!
تكلمت مع الطبيبة فقالت لها وتفحصت حالتها..
فصرخت الطبيبة بوجهها ..كيف تأخرتي الى هذه اللحظة ..
وضعك حرج جدا ..
يجب ان تدخلي الان الى غرفة العمليات ...
وضعت تلك المسكينة في سدية مكسورة الاطار مثل خاطرها المكسور ..
ودفعتها العاملة صوب غرفة العمليات ..
فأومأت بيدها الى الطبيبة حتى دنت منها
فقالت لها وهي متزاحمة الانفاس ..
(دكتورة إمشيه عليك العباس ديري بالك على اللي ببطني اكثر مني ..اني خليني اولي ..المهم هذا اللي ببطني)
عبست الدكتورة بوجهها وقالت (شنو هالتخلف هذا ..لازم ولد ..وعلى بنات وانت مهتمه لأمره اكثر من نفسك)..
قالت المرأة وهي تكاد يغمى عليها (دكتورة..اللي ببطني يتيم ما شاف ابوه ولا راح يشوفه..ابوه استشهد واني حامل بيه بست اشهر وكان كل اجازة من ينزل يسولف وياه وهو ببطني ..ويكله ولك دير بالك على امك لا تظل ترفس ببطنها واطلع بسرعة ترة اشتاقيت لك والحمزة ابو احزامين....واخر اجازة كالي ديري بالك عليه ترة احس رفساته قليلة خاف ضايج لان اني راح التحق ...))!
صمتت الطبيبة وهي غارقة بدمعها وبعد ساعات ولد يتيم عراقي جديد بلا ام ولا اب...!!
https://telegram.me/buratha