المقالات

الحرب الناعمة : الحلقة الثانية


أحمد حسن العراقي   بعد ان عرفنا مؤسس مصطلح الحرب الناعمة وقلنا أنه هو الكاتب الامريكي جوزيف ناي .. وبَيّنا معنى هذا المصطلح .. كما مَرَّ في الحلقة الاولى في النقطتين السابقتين .. • الان نتحدث في النقطة الثالثة √ ثالثاً : تقوم تكتيكات الحرب الناعمة على إستراتيجية أساسية هي إغواء الشعب المستهدف وتغيير قناعاته .. من خلال تقديم أميركا على أنها المنقذ للعالم والمدافعة عن حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير . فمعركة الحرب الناعمة ساحتها الرأي العام للشعب للمستهدف فإذا إستطاعت ان تغير قناعات الرأي العام وتجعله متقبلا للهيمنة الامريكية بعد ذلك تنقض على النظام او السلطة المعادية او المناهضة لامريكا .. --------------------------- √ رابعاً : ماهي أهداف و وظائف الحرب الناعمة ؟ الهدف الاول : كسب الشرعية و خلع الشرعية .. • كسب الشرعية بمعنى : ان تسعى أميركا لإضفاء الشرعية القانونية والعالمية الشعبية لتدخلاتها السياسية والعسكرية والإقتصادية وتعمل على جعل الشعوب المستهدفة بالتدخل والرأي العالمي العام مقتنعاً بذلك ولا يراه شيئاً مخالفا للقانون او الأعراف الدولية ويمكن ان نأخذ نموذج العراق وسوريا واليمن وليبيا وفينزويلا وكوبا وغيرها من الشعوب .. فإن أمريكا روجت ومن خلال قوتها الناعمة على إضفاء الشرعية لتواجدها العسكري في هذه البلدان رغم الرفض الشعبي لها .. • اما خلع الشرعية بمعنى : أن امريكا تسعى لتمزيق اي غطاء شرعي او قانوني يحمي اي دولة او حزب او جماعة تناهض الهيمنة الامريكية فامريكا عادة لا تستطيع ان تهاجم نظام او حزب او حركة تتمتع بشرعية قانونية او دينية او شعبية .. لذلك تلجأ الى تمزيق هذه الشرعية أيّاً كان نوعها . فتلجأ باساليب القوة الناعمة من خلال التشكيك في هذه الشرعية عند انصار هذه الدولة او ذلك الحزب او تلك الحركة .. ويمكن ان نسوق لذلك عدة امثلة : * المثال الاول : ما حصل مع الحشد الشعبي .. فالحشد الشعبي قوة مسلحة لها غطاء شرعي ديني و شعبي وقانوني . فحاولت امريكا تجريد الحشد من الشرعية بكل انواعها .. فهي مثلا ومن خلال ابواقها ممن يسمون بالناشطين المدنيين ان يشككوا بالشرعية الدينية لفتوى الجهاد الكفائي ..كما انهم حاولوا ان يجردوا الحشد من الغطاء الشعبي من خلال بث الاخبار المشوهة والفبركات الإعلامية للطعن بالحشد وتاليب الشارع ضده .. كما انهم حاولوا ان لا يتم سن اي قانون في البرلمان كي يبقى الحشد عرضة للهجوم والتهديد بحله وإبقاءه كقوة خارجة على القانون .. * المثال الثاني : المقاومة الإسلامية في لبنان فقد حاولت امريكا تجريد حزب الله من اي شرعية لمقاومته لإسرائيل .. فهي تارة تشكك بشرعية المقاومة من جهة دينية .. وتارة اخرى حاولت تشكيك جمهور المقاومة بمسارها ونهجها .. وتارة ثالثة حاولت ان لا يكون اي غطاء قانوني لسلاح المقاومة .. اما باقي الاهداف فسنتحدث عنها في الحلقة القادمة إن شاء الله
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك