باقر الجبوري
ضاهرة التجديد والانتقال بالسعودية من تحريم المباحات الى أباحة المحرمات لم تاخذ من محمد أبن سلمان سوى بضع كلمات منمقة على وسائل الاعلام وحضور مخجل لمؤتمرات العالم الاقتصادية وبعض التغريدات الزائفة للوصول بالسعودية الى العالم الجديد ..
كان التحول وتقبل الامر صعبا للسعودية كحكومة بشكل عام وللعائلة الحاكمة بشكل خاص وهي التي تستند في شرعيتها للمؤسسة الدينية، فحتى أبن سلمان كان يشعر بالحرج
ولذا فقد اقتضى الامر منهم الى التحول الى نظام الجرعات ليكون سهلا للعائلة والمملكة والمجتمع الداخلي والخارجي تقبل هذا الامر بدون أسفزازات قد تؤدي الى عواقب وخيمة لايحمد عقباها.
في البداية كانت هناك فتوى ملكية أنفرد بها محمد أبن سلمان ومخالفا فيها لكل ما كانوا يتناقلونه عمن سبقهم نتكلم عن (( حرمة ركوب الفروج على السروج )) فقرر (( حرية قيادة السيارات للنساء ))!
كانت حركة مدروسة لجس نبض المؤسسة الدينية المتهالكة التي تعلمت وتطبعت على تحريم كل ما لايتلائم مع البداوة والعصبية الجوفاء التي يمتازون بها وحتى وإن كان قد أحلها الله للأمة، تلت تلك الخطوة ميزت منذ بدايتها بين مجموعتين من الدعاة ورجال الدين في المهلكة
الاولى كانت مع النظام والاخرى وقفت بالضده منه.
فالاولى ... فتحت لهم ابواب الجنان، والثانية ... فتحت لهم ابواب النيران لتخمد كل اصواتهم المعارضة حتى غصت بهم السجون والمعتقلات.
وصل الأمر في بعض الاحيان لإقامة الحد على البعض منهم وتم تغييب القسم الاخر ((فلاصريخ لهم ولا هم ينقذون )) فتاواهم كانت (( لا يحق لاحد الاعتراض على حكم السلطان ولو كان جائرا والمعترض يقام عليه حد الكافر ... )) (( هذا ما كانوا يقولون )) ومن سل سيف البغي قُتِل به، فنالوا جزاء ما كانوا يقولون!
كانت تلك الخطوة الاولى فتحت الباب للانتقال الى ما بعدها من الخطوات وبالتوالي وبنظام الجرعات كما ذكرنا
✍. بارات بدلا الجوامع والمساجد
✍. صالات الورق والقمار بدلا حلقات الدروس التكفيرية
✍. الملاهي والحفلات الصاخبة بدلا صلاة التراويح
✍. هدايا بالملايين للراقصات والغانيات والمغنيات بدلا من بذلها لقراء القرآن أو طلبة العلم
✍. حتى وصل الأمر ببن سلمان لإرتقاء الكعبة ومن حولة المئات من حماياته في حركة أستعراضية لإيصال رسالة الى كل ما يخالفيه ... ما زلت أحكم بالسيف والدم
نعم ... هذه ديمقراطية ابن سلمان الجديدة
للاسف ... توهم الكثير ان متغيرات العالم الجديد والربيع العربي القادم هو من غيرَ من سلوكيات هذا المملوك اليهودي ليحوله من مذهب التكفير الى مذهب التسخير والاباحية فقط.
والحقيقة ان ابن سلمان لم يعد بحاجة للمذهب الوهابي ولا الى علماء الوهابية وروزخونياتهم في تكفير كل المخالفين للمملكة خارجيا ليتكأ عليهم في حروبه الحالية أوالقادمة
الحقيقة أن ابن سلمان قد وصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في شرعنة قراراته وتحركاته وإضفاء الشرعية لها في الخارج أكثر مما هي عليه في الداخل وعلى الاقل في الوقت الحاضر
اليوم محمد ابن سلمان أصبح يستمد الشرعية أقليميا من البعد العربي ( الجامعة العربية )
ويستمد الشرعية له دينيا من ( منظمة المؤتمر الاسلامي )
ويستمد الشرعية له دوليا من البعد العالمي ( الأمم المتحدة )
وعلى هذا الحال ...
فما حاجة ابن سلمان لأؤلائك (( التنابل )) وعلى أقل التقادير في الوقت الحالي كما ذكرنا
لقد حصل أبن سلمان على مكتسباته الخارجية مقابل إفراغ خزائن السعودية وقد يكون له فيها مكتسبات داخلية تظمن له البقاء في الحكم وكمثال على ذلك تسريب معلومات مخابراتية لابن سلمان عن الامراء الذين كانوا يرغبون بالاطاحة به او انقاذه من محاولة الاغتيال ؟
النتيجة أن المؤسسة الدينية الوهابية في السعودية الى سلة المهملات حتى حين !!! أو الركن على على الرف!
فلم يعد دورهم أكثر من فتاوى رخيصة في حلية أكل الضب او الكلاب البرية أو الدعالج أو حتى فتاوى في حلية شرب بول البعير بعد أن أستهلكهت كل فتاواهم الجهادية كجواز توسيع الدبر لتحشيتها بالمتفجرات او جواز أكل لحم الزوجة او جهاد النكاح أو أو أو من الفتاوى التي لم ينزل بها من سلطان
نعم فما زال المشروع السعودي الوهابي قائما في تكفير كل المخالفين لكنه الان في طور الانغلاق والعمل في الداخل لتعزيز شرعية اللانظام التي أهتزت بسبب تصرفات الدب وقرارات الداشر أبن سلمان المخالفة لمشروع تقاسم السلطة في السعودية بين ال الشيخ وال سعود
وتلك بدايات الانهيار ...
https://telegram.me/buratha