أحمد كامل
عندما تسمع كلمة امريكا للوهلة الاولى، يسيطر عقلك تصوراً كبيراً لتلك الدولة التي تتسيد العالم بأسره، وتظن انها جوهرة العقل السياسي،، والتي تعمل وفق خطط وأطر مدروسة قبل عشرات السنين .
لكن ما أن تقترب اكثر لتلمس سياسة امريكا على ارض الواقع، تجد انها في تخبط مستمر خصوصاً خلال حكم (ترامب). فهي تعيش نوعا من القلقِ السياسي،، قرارات مزاجية من قبلِ سيد البيت الابيض تفرض هنا وهناك وتصريحات غير مسؤولة تمس سيادات دول عديدة .
المشاكل والكوارث البشرية تعج في كل مكان ، الارهاب صار يطولَ دول اوربا الامنة والمستقرة علاوة على انتهاكاته المستمرة في دول العالم الثالث .
امريكا تشاهد ما يحدث حولها من مجازر شتى وهي تتخذ مبدأ سياسة (النعامة ).
ان سياسة تلك الدولة العظمى تضمحل وتتحول الى هزيلة امام النفط الخليجي.
وهذا ماشاهدناه خلال الشهور الماضية ،عندما فرضت امريكا حصاراً اقتصادياً على ايران ، متهمةً اياها بتطوير الاسلحة النووية خارج الاطر السلمية ، والتي سرعان ماتم نكران ذلك من ايران، داعية الامم المتحدة للاطلاع على تطورات الملف النووي .
يعقبُ ذلك القرار الهادف الى تدميرِ الاقتصادِ الايراني، بالإضافة الى زعزعة امنه من خلال اضعاف مجتمعه بصورة عامة .
ُ قراراً اخراً يصدر وهو ادراج الحرس الثوري الايراني ضمن منظمات الارهاب، وهو لم يعتدي على احد او يتحرك شبرا خارج حدوده الرسمية ، بل ذنبه انه مصدر خوف ورعب للدول التي تشن عدواناً اجرامياً على اليمنِ، مرتكبةً مجازراً مروعة بحق الشعب اليمني ، فضلاً عن ذلك فهم يبغضون الحرس الثوري الايراني بسبب امداده بخبراته العسكرية خلال حرب العراق على داعش ، والحاق الهزيمة الكبرى بالإرهابِ ، واعادة الموازين السياسية الى وضعها بعد عودة العراق للساحة السياسية .
وآخرها التصريح الهزيل الفاقد للمصداقية ، من قبل السفارة الامريكية في العراق بشأن المرشد الاعلى للثورة في ايران ، محاولة تأجيج الراي العام الايراني بخصوصِ مايمتلكه السيد علي الخامنئي من اموال طائلة، مقابل رزوخ اغلب الشعب الايراني تحت خط الفقر ،،وهذا التصريح منافي تماما للحقيقة والمصداقية ،اهدافه هو تأزيم الشارع الايراني ، بالإضافة الى خلقِ نوعٍ من الحرجِ لحكومة بغداد اتجاه ايران ، لان التصريح صدر من السفارة الامريكية داخل بغداد .
وهذه التصرفات الصادرة من امريكا تؤكد ان سياسة امريكا تعيش كابوسا مرعبا اسمه ايران، تحاول الخلاص منه بشتى الطرق . والتي وصل بها الحد الى بث الاشاعات التي تسيء الى الرموز الدينية والمراجع الشيعية .
https://telegram.me/buratha
