المقالات

اتجاهات الرد الايراني

2193 2019-04-28

حيدر السراي

 

يغفل الكثير من المحللين عن مسألة مهمة جدا وهم يستشرفون الرد الايراني على العقوبات الامريكية ، ذلك هو ان الجمهورية الايرانية هي جمهورية يقودها المجتهد الجامع للشرائط في الاصطلاح الشيعي ، والذي ينطلق في مواقفه من الاجتهاد الشرعي لفهم النصوص الاسلامية والايات القرانية وما لم نضع في حساباتنا هذه الخصوصية للحكم في ايران فلن نوفق في استشراف الرد الايراني على العنجهية الامريكية ، ولعل المحلليين العرب والغربيين وبحكم بعدهم الفكري عن طبيعة وموقعية الفقيه الشيعي في الامة يخفقون دائما في فهم مواقف ايران والنجف ايضا ... واذا ما وضعنا هذا الاعتبار في حساباتنا فكيف يمكن ان نتوقع الرد الايراني؟

اولا : الهيمنة وليس اغلاق مضيق هرمز : ليس من الوارد ان تفكر ايران باغلاق مضيق هرمز لأن اغلاقه يعني التسبب بضرر بالغ على الشعوب الاسلامية كالعراق والكويت ، وهو امر تتحاشاه ايران لاسباب شرعية وانسانية وفقهية ، فليس كل شئ مباحا في الحرب بالنسبة للحاكم الشرعي ، لكنها في مقابل ذلك ستزيد من قواتها العسكرية هناك وتعمل على تأمين ناقلات النفط التي تنقل النفط الايراني الى الدول المشترية له ، وهي بذلك ستمنع امريكا من التباكي على الشعب العراقي وستمرغ انف امريكا في التراب لانها ستتجاوز كل التهديدات الامريكية وتستمر في تصدير النفط ولن يبقى امام امريكا سوى الرد العسكري واعتراض ناقلات النفط ، وهو ما سيجعل امريكا هي البادئة بالحرب وهي المعتدية في نظر كل العالم وهذا ما تتجنبه امريكا في الوقت الحاضر على الاقل

ثانيا : الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي : واهمية هذا الانسحاب اهمية معنوية اكثر من كونها مادية فالاتفاق النووي بحكم المنتهي ، ومع التسويف والمماطلة الاوروبية لن تتردد ايران في الانسحاب منه والعودة الى تخصيب اليورانيوم لاكثر من 20% ، وبذلك تكون ايران قد اظهرت ان الرعونة الامريكية ادت الى ضياع افضل فرصة سلام في الشرق الاوسط ، وستجعل الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ناقمة على الاداء السياسي السئ لحكومة ترامب فضلا عن تراجع شعبية ترامب في امريكا وهذا مؤثر جدا خصوصا ان الانتخابات الامريكية على الابواب.

ثالثا : اتجاه الرد العسكري المنضبط : لا شك ان الرد العسكري مطروح على طاولة الخيارات الايرانية ، لكن ولكي لا نذهب بعيدا عاطفيا اعتقد ان الخيار العسكري سيكون احد اخر الخيارات ولن يأتي على شكل المواجهة الشاملة وانما سيأتي كرد على اي حماقة يمكن ان ترتكبها القوات الامريكية في ساحة المواجهة في الخليج ، وسيتضمن الرد مفاجآت للعدو الامريكي خصوصا ان قواته منتشرة في العراق والخليج وسوريا ، وهي سهلة التناول ومن الصعب تفادي الخسائر في تلك المواجهة ، وستكتفي ايران باستهداف مواقع القوات الامريكية واستبعد ان تستهدف مواقع سعودية وامارتية الا في حالة اشتراكهما عسكريا في الاعتداءات ، ومن غير المتوقع تحول المواجهة الى حرب شاملة

المؤكد من كل ما سبق ان امريكا تخوض مواجهة خاسرة ستريق ما تبقى من ماء وجهها ... ولله امر هو بالغه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك