الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد صاحب النداء الإنساني الخالد ( لا تخافون احن اهلكم )
عزيز الدفاعي
( اناشد الفضائيات العراقيه الشريفه فقط وضع صوره الشهيد حيدر المياحي طوال هذا اليوم تكريما لشجاعته وتضامنا ودعما للمراسلين الحربين الابطال الذين ينقلون الحقيقة للعالم )
كنت انوي أن اكتب رثاء لك وحدك يا ابا جعفر عندما سمعت بالأمس صوت كمال الموسوي وهو يبكيك مثل طفل فقد امه ويبلغني بسقوطك شهيدا فوق تراب مدينة (الحضر) التي حررتها (الميليشيات الوقحة ) بيوم واحد فقط
غير أن الذاكرة المذبوحة أيقظتني على جرح عميق فاستحضرت كل الذين ماتوا بلا جدال لان قدرهم ان يكون اضاحي وطنيه كأنما سقطوا من بين يدي للتو وتذكرت عشرات الاعلامين الابطال الذين تصدوا ببسالة لابواق الاكاذيب وقصف الفضائيات المأجورة واكلي السحت الذين تناسوا ان الناموس والعرض هما كلمة وموقف
ترى هل يحق لي ان اكتب عن شهيد واهمل اخرين فأقنعت نفسي بانهم جميعا نجوم السماء وبعضها اقمار
حين سمعت صوتك الذي اختزل كل رحمه السماء والارض وانت تحتضن اطفال النازحين من الموصل الفارين من جحيم داعش وتهدئ من روعهم بكلماتك التي مسحت مثل الملائكة عل رؤوس الاطفال الصغار المرتجفين كسعفات النخيل هلعا ورعبا وخوفا من مصير مجهول (بويه لا تخافون احنه اهلكم ) والتي غسلت ركاما من احقاد وضغائن وفتحت بابا بقدر باب حطه في الفردوس لا خاء وطني بين ابناء الوطن الواحد لتوكد للجميع ان ذلك السومري لازال يحمل صخره سيزيف لانه محكوم عليه حتى قبل ان يولد بان يكون بطلا ويموت شهيدا يروي بدمه الطاهر عروق الارض بينما غيره ارتضى لنفسه ان يكون عميلا وخائنا وغادرا .
شعرت حينها والملايين يتابعون ذلك الانسان الذي نسى رصاص القناصات وراح يسقي الصغار وينتزع ماعلى كتفيه ويلقيها عليهم بحنان ابوي بان هذا القلب يتسع لحب مليار انسان مثل جنه الله ورحمته . اتدرون لماذا لانه من صلب طاهر ورحم مطهر ..
وحين سالتك عن مشاعرك حينها يا حيدر وانت تسمع صراخهم قلت لي بانك تذكرت مشهدين في تلك اللحظة التي ترافقك اليوم الى مثواك الاخير تاجا وشفيعا للجنه .. بناتك الثلاثه الصغار ... وبعدها شاهدت دمعه في عينيك وانت تقول : تذكرت خيام ابي عبد الله الحسين تحترق وبناته سبايا وسط الخيام المحترقة ومن وراء افق بعيد سمعت ذلك الصوت الكربلائي كانه ياتي من وراء التلال المحترقة بالبارود (گومن بنات النبي.. خيطن خيمچن عبي )
فانفلق قلبي لنصفين والقيت بصدري لاحمي النساء والاطفال... لكن يا ترى من سيفرض جناحيه على اهل بيتك اليوم يا حيدر وهم ينحبون عليك؟؟؟
.بين مشهد حيد رالمياحي ملهوفا على نازحي الموصل ... ومشهد الغدر بالجنود العائدين من الرطبة والتشفي بحرقهم ترتسم الف علامه استفهام وعتب وجرحا عميقا في ذاكره وطنية نازفه
...اعرف أن من الصعب أن تكون حرا حتى في ملكوت الله بنصف روح يا حيدر بينما الجزء الآخر من روحك يتعذب هنا وما زال الملايين يتطلعن إلى السماء بانتظار معجزة ليلة القدر أو ظهور الأمام الحجة (عج) بينما نبتت أنياب الغربة في أرواحنا وخاصرتنا فصارت لنا وطننا وصرنا لها قربانا يذبح يوميا على وقع تصريحات رجال السياسة والفضائيات الساقطة ومزوري الحاضر والتاريخ الذين يتجنون بالقول عليكم وانت تحررون الارض والعرض والسياده وتتركون خلفكم امهات ثكلى وزوجات ارامل واطفال يتامى بعد ان حميتم بصدوركم اطفالهم ونسائهم
فأي عدالة في هذا الوطن يا الهي .. هذا الوطن الذي عشقناه و لم يمنحنا لقمة خبز أو جرعة دواء او مجرد لتر من النفط حين فاجئنا برد الشتاء والأسئلة المحيرة أمام الذين خدعونا وتصالحوا مع عبوديتهم وطموحاتهم المريضة للسلطة والكراسي وأعادونا للسجن الكبير وغيلان الإمراض والأعيب المخابرات ودهاليز المؤامرات وساحات الموت لانهم تركوا مدننا تسقط حين كانوا يتصارعون على الغنيمه لكن الشعب هب كعادته ليحمي الوطن والعروش معا..
وكيف يمكن أن لا تكون رهين الموت المزمن أنت والآلاف الشهداء وقد صعد على توابيتكم الخشبية الكثير من فرسان السلطة المحشوين كالأكياس بالتبن ليمارسوا العربدة الوطنية رغم إنهم فشلوا في التعامل مع ابسط العقد السياسية وباتوا يخشون أسيادهم أكثر من خشية الله وعبدوا الكراسي وأحبوها والذين تاجروا بنا في خطابهم الانتخابي والذين حولوا حتى الحسين من رمز للثورة والشجاعة والنضال إلى مجرد مرجعية لقناعة العبثية والتقهقر والضياع بين ملايين..
هكذا أصبحتم انتم رهائن للقبر حتى يوم المحشر وأصبحنا نحن رهائن المحبسين يا ابا جعفر ..محبس الوطن المستباح من كل جحافل المحتلين و أجهزة الاستخبارات العربية والأجنبية والإرهابيين.. ومحبس زمرة نصابي السلطة والمجتمع الوطني والمطالبين بإصلاح وطن تحول الى خراب ولصوص النفط والآثار والمستقبل الذين اغتالوا حريتنا وأحلامنا وكرامتنا التي لم ينقذها سوى تضحياتكم !.
لست أرثيك يا ابا جعفر ولا ارثي شهداء الاعلام العراقي الشجعان والقوات الأمنية والحشد المقدس لان الرثاء لا يكون سوى للموتى ...أما أنت وهؤلاء الذين قدموا من مدن الوسط والجنوب القصية وداسوا ببساطيلهم على داعش ومن يقف خلفها فأنتم أحياء في نبض قلوبنا ولأنكم ملح الأرض وحلاوة التمر وعذوبة الفراتين وسارية بيرغ العباس .
سلاما على روحك الطاهرة يا ابا جعفر في هذه الجمعة حيث ستكون في بلاط ابا الحسنين عليه السلام وتصلي خلفه فرحا مستبشرا بجنه عرضها السموات والارض
سلاما على كل الشهداء الذين منحونا عصى الصمود والوقوف المستقيم نتوكأ عليها في زمن الركوع والتخاذل والانهيار والاعوجاج واكل الفطائس الوطنية .
سلام عليكم يوم ولدتم ...ويوم استشهدتم. ويوم تبعثون أحياء خلف راية الحسين ابن علي الثائر الاممي الشهيد .
سلام عليك ياحيدر المياحي ..وعلى كل شهداء العراق المغدورين ..حتى مطلع الفجر
https://telegram.me/buratha
