المقالات

يوم بيوم السفارة..

2201 2019-04-29

حيدر السراي

 

كحال السفارات والقنصليات السعودية ، هكذا يجب ان ننظر الى السفارات والقنصليات الامريكية في العالم فالمنشار الامريكي ليس اقل اجراما من المنشار السعودي ، حكايتنا تعود ليوم الرابع من نوفمبر من عام 1979 حيث وصلت تدخلات السفارة الامريكية في طهران الى مرحلة متقدمة ، وتخلت السفارة عن عملها الدبلوماسي لتتحول الى وكر للتجسس والتدخل في الشؤون الايرانية (كحال السفارة الامريكية في بغداد اليوم) ، انتفض طلاب جامعة طهران واقتحموا السفارة وتم احتجاز 52 دبلوماسيا امريكيا ، المثير انهم امسكوا بالدبلوماسيين وهم يحاولون اتلاف وثائق رسمية عن طريق الات تم تجهيزها خصيصا لهذا الغرض .

استمر احتجاز الرهائن لمدة 444 يوما ، تسببت هذه الازمة بتراجع شعبية الرئيس الامريكي جيمي كارتر الذي ظهر مهزوزا ومرتبكا وانتهى به المطاف الى خسارة السباق الانتخابي للبيت الابيض . وقد حاولت الولايات المتحدة انقاذ الرهائن بعملية عسكرية معقدة بائت بالفشل وادت الى تحطم طائرتين امريكيتين ومقتل ثمانية جنود في صحراء طبس ودفعت باتجاه رفع معنويات الشعب الايراني وازدياد ايمانهم بحقانية مواقفهم ومرجعيتهم ، ومع هذه العملية رفع الشعب الايراني شعاره الشهير (الموت لامريكا) ، ولقن امريكا درسا ما زال البيت الابيض يتذكره بمرارة .

لوزارة الخارجية الامريكية وسفاراتها ثأر مع الشعب الايراني المسلم ومرجعيته العظيمة ، فهي لم ولن تنسى جثث جنودها في صحراء طبس ولن تنسى الصفعة التي تلقتها والتي حولت سفارتها الى متحف لعرض الصور والوثائق ما زال مفتوحا الى يومنا هذا ودعني هنا اشير الى حقيقتين مهمتين لا يمكن للباحث ان يتجاوزهما في مثل هذه الظروف :

الاولى : ان السفارة الامريكية في بغداد بتجاوزها على مقام القائد الخامنائي بكل رمزيته ومكانته في المجتمع الشيعي انما تعبر عن غيظها والمها لما حدث في بناية قرينتها السفارة الامريكية في طهران ومسلسل خسائرها المستمرة امام الدبلوماسية الايرانية على مدى اربعين سنة وليس اخرها انهيار مشروعها في العراق ما بعد انتخابات 2018

الثانية : ان السفارات الامريكية في كل العالم انما هي اوكار تجسس كما سماها الشعب الايراني وقرر القضاء عليها ، وان السفارة الامريكية في بغداد تمارس تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للشعب العراقي ، ولا تحترم قدسية معتقداته ورموزه ، بل وتحاول ان تمزق النسيج المجتمعي الرابط ما بين العراق وايران والمتمثل بالرابط الديني والمذهبي ، وكما كان الشعب الايراني على درجة كبيرة من الوعي والمعرفة بخطورة السفارة الامريكية يتعين ان يعرف الشعب العراقي ذلك ويمارس ضغطه السلمي لايقافها عند حدها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك