أحمد كامل
يُحْتَفَلُ سنوياً في يوم 1 آيار بعيد العمال العالمي، او ما يسمى في بعض البلدان بعيد العمل ، وتعود اسباب الاحتفال بذلك اليوم الى عام 1856، عندما قام العمال في استراليا بمظاهرات تطالب بتخفيض ساعات العمل ، اعقبها عمال امريكا في عدة ولايات ،ثم كندا ،وتحولت تلك المظاهرات الى اضراباتٍ واسعة في مدنٍ ودول عديدة والتي بلغ عددها 5 الاف اضراب جميعها تطالب بتخفيض ساعات العمل الى ثمان ساعات، بالإضافةِ الى المطالبةِ بحقوقِ اخرى وادتْ تلك الاضرابات الى وقوعِ العديد من القتلى .
ومن اجل المصالحة مع حزب العمل اعترف الرئيس الامريكي ( غروفر كليفلاند ) بإعلان 1 آيار عطلة رسمية سنوية ، لكنه بقي قلقاً خوفاً من التذكيرِ بوقوعِ ضحايا الاضرابات ، استمرت العطلة الى يومنا الحاضر في معظم بلدان العالم ما عدى بعض الدول والتي لاتعطل او تحتفل بذلك اليوم منها (السعودية وعمان وافغانستان ) ، فما نلاحظه من ملخص لذلك اليوم فهو اصله ثورة عارمة، ومطالبات شديدة، استمرت لسنوات دون كلل او ملل، وثمنها دماءاً نزفت في ساحات وشوارع المدن من اجل انتزاع الحقوق والحصول عليها دون تراجع ،،فهو ليس عيداً تمنح فيه الحلوى والزهور، بل هو حقوقاً تمنح للعمال لتحسين واقعهم المعاشي ، تلك الطبقة التي تساهم بشكل اساسي في بناء البدان ، الطبقة الاكثر اتساعاً في البلدان سواءاً على مستوى القطاعات الحكومية او الاهلية منها ، الطبقة المجاهدة التي تبذل جهوداً شاقة في سبيلِ كسبِ لقمة العيش ، فمن الملفت للانتباه ان الجميع يعطل في ذلك اليوم الا العاملين في القطاعات الاهلية فهم يستمرون في عملهم دون توقف!! ولا شيء يذكرهم بمعنى عيدهم لانهم صاروا ينظرون الى قضايا كسب الحقوق ( احلاماً وردية ) لا يمكن تحققها !.
اليس من المفترض تفعيل قانون نقابات العمال بشكل جدي وبتمثيل حقيقي للعاملين في شتى القطاعات ؟!
، الم يكن من الواجب على الدول منح العاملين حقا ولو كان يسيرا في كل ذكرى تمر بيوم 1 آيار ؟!.
فما لاحظناه هو تدوين التاريخ لاسم الرئيس الامريكي ( كليفلاند ) ،والذي كان مجبراً بمنحِ عطلةٍ رسميةٍ استذكاراً لهذا اليوم ، ولم يعقبه رئيساً اخراً بأعطاءِ اهمية او ترك بصمة للعاملين في ذلك اليوم ، فما نشاهدهُ هو فقط اهداء الزهور والقاء الخطابات الرنانة ،والكلمات التشجيعية النافذة المفعول !، وتختتم بألتقاطِ الصور التذكارية !، بعدها تستمر معاناة العاملين كما هي دون وضع مساند قوية تَسْنِدُ ذلك العامل الذي بهمته ارتفعَ البُنيان، وزادَ الانتاج، واُسستْ الدول على قوة ظهره ..
https://telegram.me/buratha
