ميثم العطواني
ان المفهوم الشائع للحرب النفسية هو العمل المخطط والمُمنهج للدعاية التي يكون لها التأثير على آراء ومشاعر المستهدف بطريقة تسهل تحقيق الهدف، كما تعد ايضا بأنها الوسيلة الأساسية التي تقوم بدور العامل المساعد لتحقيق المخططات الدولية، حيث تسعى الولايات المتحدة الأميركية الى المحافظة على مكانة نفوذها العالمي، ولهذا يقتضي ان تمارس عدد من المهام الاستراتيجية، ولعل جانب الحرب النفسية هو من اهم هذه الممارسات التي تتبعها، وما ظهور الإرهابي ابو بكر البغدادي من خلال تصوير فيديوي في هذا الوقت إلا رسائل اميركية يراد بها المساهمة في تحقيق إستراتيجية واشنطن الهادفة الى إرباك الوضع العام في العراق من خلال مشهد خيالي يصور ان قادة الإرهاب وقوته لازالت موجودة وان البلد بحاجة ماسة للقوات الأميركية، وبهذا تعمل لإجهاض المطالبة بانسحاب قواتها من العراق وإعاقة تعديل قانون اتفاقية الاطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
ان التصوير الفيديوي الذي ظهر مؤخرا للإرهابي البغدادي لم يكن إلا حربا نفسية تجسدت في رسالة أميركية واضحة وصريحة الى العراقيين مفادها ان لم تكفوا عن المطالبة بمغادرة قواتنا من الأراضي العراقية فإن عودة الإرهاب ستكون لامحال، وبهذا تبرهن الولايات المتحدة على انها هي من ترعى الإرهاب وتدعمه وتقوم بتوجيهه.
لذا على أصحاب القرار السياسي ان يكونوا على قدر عال من المسئولية التي تصاحبها شجاعة فائقة تصب في القرار لصالح العراق والعراقيين بإخراج القوات الأميركية وبخلاف هذا يبقى البلد منقوص السيادة التي تسهم في التأثير على اتخاذ القرارات الستراتيجية التي تصب في مصلحة البلد، ونهب الثروات، مما يجعل من البلد ان يبقى يرزح تحت تأثيرات إحتلال جائر يخطط له ان يراوح في مكانه دون أدنى تقدم.
https://telegram.me/buratha