المقالات

حين ترقصُ الشياطينُ على جثمانِ الحقيقة!

1332 2019-05-01

حلا الكناني

 

عجيبٌ أمر هذا الزمان الذي اتبع الهوى، وصاحب أهل البليّة، والردى، وأغمض عينه عن الحق، فعمى، وحسب أنه سيترك سُدى، وما عرف ان الدنيا ستفنى، وان الآخرة خيرٌ، وأبقى.

غدا الحق عدواً لكثير ممن يرونه ظالماً أورثهم نقصاً في الأنفس، والثمرات، فأجمعوا أمرهم أن لا مُقام له بينهم، وبعد أن كان سيّدهم، صار أسيرهم، وصاروا به حيث ذلك المنفى اللعين، بعيداً عن اعين الناس ان يدركوه، وبينما هو جالس يسلّي وحدته، وإذا به بصوت شيطانٍ يجرّ في أذياله جحافلاً من مكرٍ عظيم، ولأنه مضياف الطبع رحّب به ضيفاً، وأجلسه مجلسه، فابتسم ضيفه المشؤوم ابتسامة صفراء تغيض الناظرين، وابتدأ حديثه ببسم الشر تبتدأ الشياطين.

أراك صرت منبوذاً أيها الحق، وتغّشاك الفقر، والبؤس من كل مكان، وأخشى ان أيامك اصبحنّ معدودات، وإن قارورة صبرك نفدت، وما لها من محيص، فاُترك عنك كبريائك وعزة النفس، واعترف انك اصبحت من العاجزين، فأجابه أن مهما جارت بيَ الدواهي، ومهما اعتزلني الناس، فما مصير أيام البلاء الا الانقضاء، وما لسلطانك على أحدهم من بقاء، وعندها سيدرك من صدّ عني أنه أضلّ نفسه، وأنى لها الرُجعى بعد فوات الأوان.

غادر حينها الشر يملؤه غيظاً راح ينفخه في جوف بوقه، معلناً عن حربٍ شعواءَ مخفية المعالم، مبيّتة النوايا على كل من آثر طريق الهدى على الضلالة، وما زال في انتظارِ سيّده الحق أن يعود، فاستيقظت جيوش الباطل من أجداثها، ساجدة راكعةً لسلطان مصالحها الذليلة، وتنكّرت بقناع الحق، وانتشرت في البلاد شرّ انتشار، فما هي الا أياماً معدوداتٍ، حتى صار في قبضتها العديد من رهائن لفتنٍ، ومكائدَ شتّى، وما نجا من الناس الا قليل، وهؤلاء الذين استعصموا نُفوا الى حيث سيّدهم، وبانتظارهم سنيناً عجافاً ستأكل من لحمهم، وتشرب من فيض دمائهم، لكنهم ادركوا أن مرارة الصبر خيرٌ مما يجمعون، وإن رقصت شياطين الباطل على جثمان الحقيقة، فسيبقى الحقّ حقّاً، ولو كره المبطلون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك