فراس الجوراني
انها بنت شابة جميلة عراقية كردية فيلية من مدينة الحلة تزوجت شاب جميل عراقي كردي فيلي من نفس المدينة كانت تتمناه أن يكون زوجا لها فتحققت امنيتها .
لم يمضي على زواجهما الا مايقرب العام حتى ارسل عليهما جهاز الأمن ليذهبا الى مركز الشرطة وقال لهم نصف ساعة وتعودون ، وفي المركز قال لهما الضابط هل تعلمون حكم من يكون في حزب الدعوة الإسلامية ، فتعجبنا من هذا السؤال ، قلت له لا نعرف شيء عن هذا الموضوع ، قال أنه خائن عميل وحكمه الاعدام ، وحاول أن يستفزها ولكنها تماسكت وبدأت تقرأ أية الكرسي التي علمها إياها زوجها ، ثم جاء رجال الأمن وأخذوا زوجها الى بغداد وقال الضابط لها احتمال يرجع أو لا يرجع ، وتركوا الزوجة في السجن ولا يعلم اهلها عنها ، وبعد مضي اسبوع طلبت من الضابط أن يتصل باهلها ليخبرهم عنها ، فوافق بشرط أن تساومه على شرفها ، فرفضت وعادت بقراءة آية الكرسي لتحُصن نفسها من هذا الضابط ، حسب تعليم الزوج لها والذي اختفى أثره .
وفي اليوم التالي جاءت الشرطة بمجموعة من العوائل لتسفيرها الى ايران فيهم رجال كبار السن ونساء واطفال ، فحمدت الله أن جاء معها أناس تحتمي بهم من هذا الضابط الدنيء .
وبعد ثلاث ايام القوا بها على الحدود الإيرانية العراقية لتقطعها سيرا على الاقدام باتجاه ايران ، فأخذ منها التعب من طول السير على الأقدام في مناطق وعرة ، فجاءها المخاض لانها حامل في الشهر التاسع ، لتلد ولدا بمساعدة النساء التي معها ، فأسمته حدود .
فتردت حالتها الصحية من الولادة والتعب ، وما ان وصلت إلى الحدود الإيرانية حتى نقلوها الإيرانين إلى المستشفى وعندما تحسنت حالتها نقلوها مع ابنها الصغير الى مخيم لايواء المهجرين العراقيين في مدينة خرم آباد ومن ثم إلى مخيم مدينة جهرم .
استمرت حملات البعث بالتهجير وكلما جاءت عائلة جديدة للمخيم تهرول لهم علها تجد من تعرفهم ليسمعها خبرا يهدأ روعها عن زوجها واهلها .
وبعد مضي أكثر من عام وهي على هذا الحال ، وفي عام ١٩٨٢ دخلت المخيم عائلة جديدة تم تسفيرها من العراق ، وصادف ان هذه العائلة عرفتها فاحتظنت فاطمة احدى نساءها وهي تبكي وقالت لها البقاء في حياتك ، فنصدمت فاطمة وقالت ماذا حصل قالت المرأة لها أن ابيك وامك تم تسفيرهم معنا وأثناء السير انفجر عليهما لغم ارضي فقتلهما ودفناهما في الحدود ، وماذا بعد عن اخواني الاثنين فقالى لها قد اعتقلهم رجال الأمن قبل عام ولم يعودوا إلى البيت واختفى أثرهم ، وسألت بشغف عن زوجها الامل الباقي ، فقالت لها لا يُعلم عنه شيء .
فانصدمت فاطمة من هذه الأخبار وماهي ايام الا وقد فقدت عقلها وجُنت وما عادت تعرف ابنها الذي اسمته حدود ، وبدأت تسير في المخيم بدون وعي ، والأطفال يركضون خلفها ويرمونها بالحجارة ويصيحون فاطمة المخبلة ، وهم لا يعلمون سبب جنونها .
تركت الطفل فأخذه مدير المخيم الإيراني الذي عطف عليها ليربيه في بيته وبدل اسمه من حدود الى نعمة خدا ( نعمة الله ) وبقيت فاطمة على هذا الحال مجنونة تهرول داخل المخيم إلى أن جاءتها المنية في عام ١٩٨٤ لتدفن في مقبرة خاصة لسكنة المخيم بمدينة جهرم .
وتنتهي قصتها وتذوب العائلة ضمن جرائم حزب البعث ، فلم يجدوا بعد سقوط الصنم اثر لاي احد من الأهل ، قيل إن لها اخت اكبر منها بقيت على قيد الحياة .
ولا يعلم عن ابنها نعمة الله (حدود ) شيأ لان المتبني له انتقل إلى مدينة ثانية ، ولا احد بقي من العائلة ليسأل عنه ويسمعه شيء من قصته .
والافضل أن يبقى هكذا لكي لا يصدم فيُجن مثل امه .
هكذا انتهت القصة بانتهاء العائلة واخبارها ،
وظل البعثيون يسيرون بطولهم ويتغنون بأيام الطيب الحلوة .
رحمك الله ايها المظلومة ورحم والديك واخوتك وزوجك ، ليكتبهم الله شهداء عنده ، شاهدين على ظلم حزب البعث وجرائمه .
وهذه واحده من الالاف الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية
فلا تنسوا يا عراقيين بالله عليكم
https://telegram.me/buratha