أحمد كامل
تخلوا عن احلامهم ! ليس طوعاً ! بلْ اجبروا على ذلك؟ .
اطفالٌ تجوبُ الشوارعَ هنا وهناك ، يعرضونَ بضاعتهم بأسعارٍ رخيصةٍ من اجلِ كسبِ لقمة العيش، اجبرتهم الايام ان يركنوا احلام الطفولة جنباً ، ويتخلوا عن ابسطِ امانيهم ليتحملوا معاناة السنين .
تجدهم يعملون منذُ الصباح الباكر في المحالِ والاسواقِ والشوارعِ ، متخلينَ عن مستقبلِهم بعد ان تركوا دراستهم، واصبحَ همهم كيف يكسبون لقمة العيش لإخوتهم الصغار .
بعد ان نالت الحروب الكثير من الاباءِ ، تاركين خلفهم نساءً واطفالاً صغار لاحول لهم ولاقوة، ليعتمد الاطفال على انفسهم في دولةٍ لم تنصف يتاماها ، وانشغلتْ عن الافِ العوائل المدقعةِ تحت خط الفقر ، بسببِ الحروب والاقتتال ونزيف الدم الذي استمر لسنوات .
فما ان تدخل الاسواق من اجلِ التبضعِ ، حتى ترى الكثير من الاطفالِ دون سن العاشرة وهم يقدمون خدماتهم للمتبضعِ ، كبيعهم اكياس التسوق، او يدفعون العربات الخاصة بنقلِ السلع ، او تقديم مساعدتهم للمتبضع بنقلِ المواد او الاكياس مقابل مبلغ من المال.
فترى هذا المشهد كثيراً لبعض الاطفال ، وهم يحملون الاكياس الثقيلة على ظهورهم من اجل الحصول على مبلغٍ زهيد من المتبضعِ، وما ان تسال احد الاطفال عن سببِ عمله سرعان ما تحضر اجابته هي بسبب العوز المادي ، او لعدم وجود معيلٍ لعوائلهم بسبب فقدانهم الاب او مرضه.
حيث تشير الارقام ان عدد الايتام في العراق يبلغ حوالي( 5 مليون) يتيم ! حسب احصائية اعلنت عنها منظمة اليونسيف ، مضيفة ان ايتام العراق يشكلون (نسبة 5%) من مجموع ايتام العالم!
مستقبلٌ مجهول، واحلامٌ ضائعة تنتظر هؤلاء الاطفال، ليكونوا سلعة رخيصة لضعاف النفوس ،ومتجردي الانسانية ، مالم تتدخل الدولة بأسرع وقت، وانقاذ الاطفال من الضياعِ الذي ينتظرهم ، واعادتهم الى مدارسهم، وتامين العيش الرغيد لهم ولعوائلهم .
https://telegram.me/buratha
