المقالات

صدقت ولَم تخطئ يا سليم.


رضوان العسكري 

كتب (سليم الحسني) مقالاً عنوانه (أفكار إسرائيلية على أبواب النجف) نعم انه صادق، عندما تم استخدامه كدعاية مدفوعة الثمن، في كتابته سلسلة مقالات روج من خلالها لكتاب (الإسلام الديمقراطي المدني) للكاتبة اليهودية (شيريل بينارد) زوجة (زلماي خليل زاده) السفير الأمريكي السابق في العراق. 

نعم قد يتبنى الكاتب رؤية سياسية او حزبية اقتنع فيها وآمن بها، تنسجم انسجاماً كبيراً وليس كلياً مع ما يُؤْمِن به في ذاته، وهذا رأيه، لكن يتأثر تأثيراً بالغاً في أفكار عدوه وعدو بلده ودينه ومعتقده؛ هذا شيء يجب الوقوف عنده والتنبه إليه. 

استخدم الحسني اُسلوباً بغيضاً في الترويج لمحتوى الكتاب، متخذاً طريقة الاستغراب عند التحدث عن فحواه، وتأكيد صحتها عند التعبير، كي يؤثر في المتلقي بسهولة، طبعاً الطريقة فنية وتأثيرها كبير، لكن كم يدوم هذا التأثير؟ وكم سيبقى عالقاً في الأذهان؟. 

نعم لا يدوم طويلاً، لأن الجميع يدرك جيداً البغض والكراهية الذي يضمره اليهود بالخصوص والإسرائيليين والأمريكيين بالعموم اتجاه الشيعة، ومحاولاتهم المتكررة في صناعة مرجعيات شيعية من اجل حرفهم عن المسار الصحيح. 

اليهود يدركون جيداً مدى خطورة الشيعة وصعوبة السيطرة عليهم، وهذا ما عبرت عنه (غيرتود بيل) وهي جاسوسة بريطانية، دخلت العراق بصفة عالمة آثار، عملت مستشارة المندوب السامي البريطاني للعراق قبل خمسة وتسعين سنة، حيث قالت بانفعال شديد "اما انا شخصياً فابتهج وافرح ان ارى الشيعة الاغراب يقعون في مأزق حرج فإنهم من اصعب الناس مراساً وعناداً في البلاد" بعد اعتراضها على استيزار الشيعة في الحكومة الملكية. 

اليهود يجيدون فن التأثير على العقل البشري، ولديهم إمكانية في صناعة العقل الجمعي، اتجاه القضايا التي يرومون الوصول اليها. 

اما اليوم فالوسائل المؤثرة متعددة ومتاحة لأغلب الناس، ولديهم التواصل الاجتماعي اكبر وسيلة مجانية لإشاعة اَي فكرة خلال فترة وجيزة جداً، لكن مع المرجعية يواجهون صعوبة كبيرة في الاختراق. 

بكل تأكيد تولدت لديهم الفكرة والكيفية التي من خلالها ضرب المرجعية الدينية في النجف الاشرف، وعزلها عزلاً تاماً عن عامة الناس. 

لكن قوة المرجعية وصعوبة اختراقها، او إقناعها بآرائهم وافكارهم التي تمكنهم من السيطرة على الشيعة، دفعهم الى بث الدعايات والأكاذيب والافتراءات بين العامة باتجاه الحوزة الدينية بالعموم والمرجعية العليا بالخصوص، والتشكيك بها, وضرب الشعائر الدينية, محاولة لتصغير شأنها وتقليل اهميتها داخل المجتمع، واقناع الناس بأنها اخطأت في قراراتها اتجاه القضايا السياسية والمصيرية التي تعنى بمصلحة البلد، كما اخطأت في دعم القوائم الشيعية الحاكمة، والكل يعلم لولا المرجعية وحثها المستمر على المشاركة في الانتخابات لكانت الانتخابات اليوم في خبر كان. 

هناك من اقتنع ان خياراته كانت خاطئة، في انتخاب القوائم الشيعية في المرحلة السابقة، وهذا ما شهدناه في الانتخابات الأخيرة وضعف المشاركة لأنها لم تتدخل بصورة مباشرة في حث الناس. 

بعد تلك التجربة عملوا على ايجاد فجوة بين الشارع والمرجعية، ليقضوا على تأثيرها الداخلي، فتارة تجدهم يكتبون بحوث سياسية ومجتمعية, كتب تخصصية, مقالات صحفية، نشرات إخبارية, منشورات إليكترونية، وأخرى يشترون قلم (سليم الحسني) وأمثاله، من اللاهثين خلف بريق القطع النقدية, وقرقعة الأوراق المالية، وبعض العمائم المزيفة مجهولة التاريخ والأصول والمعرفة، وغيرها الكثير من الأساليب الحديثة المؤثرة في تفكير الناس. 

نعم يا حسني نجحت أمريكا وإسرائيل في نشر أفكارها ومتبنياتها وخططها على أبواب النجف الاشرف، لقد صدقت في هذا الأمر ولَم تخطئ، فبكل تأكيد أنهم سينجحون عندما تؤثر عليك أحقادك وضغائنك وتجعل من المرجعية عدواً لك، كي يستأجروك بثمن بخس، لتصبح احدى أدواتهم، لنشر فكرهم ومتبنياتهم على أبواب النجف، وكأنك طبقت المثل القائل "عدو عدوي صديقي، وصديق عدوي عدوي"، لكنك حتماً ستفشل كما فشلت في المرات السابقة. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك