المقالات

الخليج على صفيحٍ ساخن

1247 2019-05-15


أحمد كامل

 

باتتْ الامور متشابكة وتزدادُ سخونة، يزدادُ معها الوضع ارباكاً وتأجيجاً ،وتبقى معها عصا البلياردو بيدِ امريكا فهي القادرة على حلحلةِ الامور او تأزيمها متى ماشاءت مصالحها .
فمنذُ ان وطأتْ امريكا قدمها منطقة الخليج ، والتي كانت دائمة التخطيط في خلقِ عذر مشروع للوصول لتلك المنطقة الغاية الاهمية بالنسبة لها ، لعدةِ امور منها سياسية او اقتصادية او تجارية، وتحقق لها ذلك في بدايةِ التسعيناتِ من القرنِ الماضي عندما هيأَ لها صدام حسين الفرصة الذهبية بذلك عندَ غزوه الكويت .
حيث ان مجيئها في ذلك الوقت لم يكن لفترةٍ مؤقتة، وهذا ما بانَ عليها حين دخولها الخليج ، عندما قامت ببناءِ اكبر قاعدةٍ لها في السيليةِ بقطر ، اضافةً الى قواعدها العملاقة في السعودية والكويت .
دأبتْ امريكا على اختلاقِ الازماتِ في المنطقة لتعزيزِ وجودها ،واصبحتْ تُشَبِهُ نفسها بالراعي الذي يحمي قطعانَ الخرافِ من خطرِ الذئاب المحدق بها ، حيث كلما استقرتْ الامور واستتب الامن في المنطقةِ ، تُوهِمُ قطعان الخراف ان هناك حركة مريبة لذئابٍ قادمةٍ لهم ، من اجلِ ان تقبض ثمن حراستها لوهمٍ زرعتهُ بين القطعان .
فحتى الربيع العربي لم تكن امريكا بمعزلٍ عن ما حصل فيه من تجاوزات وفتن نشبتْ في الدولِ التي مرَ فيها الربيع .
ان طموح امريكا يزدادُ ليس على منطقةِ الخليج فحسب ، بل وصلَ للجانبِ الاخر من الوطن العربي ، فأمريكا من اجلِ مصالحها واهدافها تُذيب كل الاهداف والمصالح الاخرى امامها حتى وان كانت قضايا انسانية او حقوقاً بشرية .
فتراها من جانبٍ تتغزل بقرونِ خروفِ الباديةِ ، وتصنع منه بعبعاً لينفر حقده ويهاجم القريبين منه دون تمييز ، هكذا اصطنعت امريكا من تحالف دول الخليج عندما هاجموا جارتهم الفقيرة وعز العرب واصالتها (اليمن السعيد ) بحججٍ واهية لتبيد الحرث والنسل فيها ،ٍ مقابل ذلك امريكا تقبضُ اموالاً من الخليجِ ثمناً لتأمينِ الغطاءِ الدولي مقابل مهاجمتها لليمنِ .
وفي الجانبِ الاخر من الخليج العربي ، زرعتْ امريكا الخوف لدى دول الخليج من خطرٍ قادم لهم من ايران ، وزعزعة الثقة في صدورهم ، وصار دفع ثمن حمايتهم بصورة علنية وامام الجميع ، عندما طالب الرئيس الامريكي (ترامب ) من السعودية دفع مبالغ حماية امريكا لدول الخليج خصوصا السعودية .
ويبدو ان حوادث السفن الخليجية بالقربِ من الفجيرة ، لم تكن امريكا بمنأى عنها ، بعدما قامت بألقاءِ التهمة على ايران لإثبات خطرها على المنطقةِ ، والحصول على الضوءِ الاخضر ، والتأييد الدولي بفرضِ العقوباتِ الشاملةِ على ايران ، والاستمرار بتسخينِ الوضع في المنطقةِ ، والتي كلما ازدادَ التسخين يزدادُ معها تبخر النفط الخليجي نحو الجيوب الامريكية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك