المقالات

أمريكا ووهم البعبع الإيراني


رحيم الخالدي 

نشهد هذه الأيام حراكا أخاف المنطقة العربية، بعد التنصل الأمريكي من الإلتزام النووي مع إيران، وبقاء مجموعة الدول الأوربية على الإلتزام بإتفاق ما يسمى أربع زائد واحد.. وتمخض عن إتفاق ملزم لكل الأطراف، وتيقن الجانب الأمريكي الحالم بالسيطرة على كل مقدرات الدول، أنه قد لا يحقق أهدافه. 

التطور الإيراني أصبح مخيفا وتصريحات أمريكية مرافقة بين فترة وأخرى، أن إيران تريد الإستيلاء والهيمنة على الخليج، كما كان "محمد رضا بهلوي" الذي نصبته أمريكا سابقاً، وكانت الملوك تأتي له مطأطئة الرأس، تُقَبِلْ يديه راجيةً عَطْفَهُ ورضاه، وخذلتهُ ما إن أنتهى وقته.. وصارت تسوق إيران التي ترفض الهيمنة الأمريكية، كأنها اليوم العدو الأوحد في المنطقة.. البعبع. 

بهذه الذريعة بدأ ترامب بحلب السعودية، وحاكمها الذي يريد إستخلاف أبنه من بعده، والذي لا يمكنهُ إدارة دولة بالنمط الذي تسير به هذه المملكة، والتي أشارت لها أصابع الإتهام من كل حدب وصوب، وخاصة المنظمات الإنسانية، بتهم تتعلق بسياسة قطع رأس أي معارض بالسيف.. كخاشقجي والشيخ نمر النمر وغيره ممن كان يتحدى سلطاتهم عبر شبكات التواصل، أو التجمعات الجماهيرية ..وأخرها إعدام سبعة وثلاثين شيعياً. 

المعارضة الوحيد كدولة لسياسة الهيمنة والغطرسة، وبشكل علني كانت إيران وباقي محور الممانعة، المتمثل بالمقاومة، يأتي "حزب الله" في الطليعة من بعد إيران، والحشد الشعبي.. والذي تعتبره أمريكا تابعا لنفس قطب الممانعة. 

قد فات أمريكا أن الحشد مؤسسة تابعة لرئاسة الوزراء العراقية، حاله كحال باقي الوزارات، التي تأتمر بأوامر رئيس الوزراء العراقي، لكنها تحاول سريعاً بواسطة الأعلام المسيس، أن تجعله يبدوا ميليشيا لإخراجه من عباءة الدولة، ليسهل إستهدافه كما جرى سابقاً في معارك ضد داعش التكفير . 

الخطاب الأخير كحال الذي سبقه أيام الحملة الإنتخابية، أشار الرئيس الأمريكي صراحة، أنه الحامي لتلك الدول الراعية للإرهاب، ومن حقه أخذ ما يريد، ونفط المنطقة يجب أن تدخل مبيعاته للخزانة الأمريكية، لسد العجز المالي الذي أنهك الميزانية، جراء تدخلها بشؤون الدول التي لا تريد التدخل بشؤونها، ولا تكون ضمن محورها الذي يضم السعودية في أعلى لائحتها . 

المكالمة التلفونية التي أجراها ترامب مع العاهل السعودي أخيراً، وأمام الجماهير المؤيدة لسياسته، ومختصرها أمّا أن تدفع أو نترككم لقمة سائغة بيد الجماهير، التي جزعت من ممارساتكم الا إخلاقية، ونحن فقط من يحميكم، وإيران سوف تجعلكم تحت جناحها، ومن الممكن إحتلالكم، ولو كان حكام المملكة لا يضمرون الشر في داخلهم، جراء التدخل في كل الدول المجاورة، وبالطبع هذه أوامر أمريكا، لكانوا في مأمن. 

مهما حاولت أمريكا أن تجعل من أيران فزاغة تخيف بها الاثرياء لتحميهم منها ستفشل ..ربما تنجح مؤقتا لكن ليس لفترة طويلة. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك