خالد القيسي
كم حرب أهلكت أهلها
لايعرف منها إلا ألألم
ومن لا يعي حقيقتها ..هو المجنون
نحن من خبر حقيقتها وعجائبها الكارثية
يا عربان ألخليج
علمنا من التاريخ بأن لا رابح في الحروب ، الكل خاسر المنتصر فيها والمهزوم ، وشواهد الاعوام وحوادثها خير دليل لمن يعتبر ، في عراقنا ركب هواها قاتل وقاطع طريق نتاج جلف الصحراء ، فلبس قيافتها شعب مزقت أحشاءه ، وأهلكته حروب عبثية طال أمدها ، تردى إقتصاده ، وجف ضرعه وزرعه ، ونشفت أنهاره ، وبلعت محرقة الموت خيرة شبابه ، ولم يبقى على أديم أرضه سوى نياح النساء ، وصبر واحتساب الشيوخ وصريخ الاطفال ، وما تركته من كوارث.
العراق وشعبه سبر أغوار ألحروب وأهوالها من فترة 1980 ليسدل ستارها في 2003 م ، عندما قبر نظام حقبة القسوة والتعدي والتجاوز على أهل ألبلد والدول المجاورة ، لتبدأ من جديد طواحينها تدور بالقرب منه بالغطرسة الامريكية ضد الجارة ايران ، وبتحريض مباشر من إسرائيل وبعض دول الخليج التي تزيد النار حطبا ، والتي تمجد لهذه الحرب وتدفع تكاليفها.
بدأ اوارها يشتعل عند إنسحاب أمريكا من معاهدة ألإتفاق النووي المعروفة ب 5 + 1، ودفعت أيران بفرنسا وبريطانيا على التمسك بها وإنجاحها ، والتي تبدو كفتهما باتت تميل مع الهوى ألامريكي في ألاخير.
بدأت أمريكا حصارها ألإقتصادي ، مقدمة لصورتها الحقيقية لقهر ارادة ألشعوب ، في فنزولا، كوريا ألشمالية ، إيران ألتي صمدت أمامه منذ سنين طويلة ببنيتها التحتية ، وقدراتها التسليحية والعلمية ، فلجأت قوى العدوان مجتمعة الى قرار تصفير صادرات النفط الايراني ، الذي رفضته الصين وتركيا ، وبعض حلفاء إيران ، فإزدحمت الابعاد السياسية وانقلبت المعادلات لقرار فاقد القيمة وتعمل هذه الدول لمحو آثاره السلبية عليها .
أصبحت أسباب ألقلق واضحة لدى العراق الذي يحاول باصرار وإجتهاد أن ينشد سياسة متوازنة مع الجميع ، ويتجنب بكل الوسائل أن يعود مكانا للصراع والمنازعات ، بعيدا عما يدور في الخلد الأمريكي ألصهيوني من خلق حالة إضطراب في المنطقة ، وألإيحاء بقرب ألصدام ألثنائي ألذي ربما يمتد الى دولي بتأثير الإقتصاد الامريكي القوي والمسند من قوة عسكرية هائلة.
إذا لم تحترم أمريكا الصهيونية الإتفاقات وتنفذ التعهدات ، ولم تستطيع أيران تصدير نفطها العصب الرئيسي لاقتصادها، قد تضطر الى غلق المضيق المائي ألحيوي أمام السفن الناقلة لنفط للآخرين ، بزرع الالغام ، أوإغراق سفن باستخدام الزوارق السريعة وقواتها النارية المختلفة ، وعند إذن يتحول الصراع من أمريكي إيراني الى صراع دولي دفاعا عن المصالح ، والضرر سيشمل بشكل مباشر دول الخليج الحليفة التي تمثل أذرع السياسة الامريكية ، والتي تعتمد صادراتها النفطية على 90% على هذا الممر ، وتمثل قيمته الإقتصادية من 30 الى40 % من النفط المصدر للعالم ، وايران صاحبة القرار في الغلق.
إن ما يجري من إستفزاز في منطقة الشرق الاوسط تتبنى تصعيده أمريكا لحماية الكيان الصهيوني والإنفراد بقطبية العالم يهدد الاستقرار ألأمني العالمي ، ويكون بمواجهات مفتوحة مع ألقيم الاسلامية لدول عربية وإسلامية .
رغم التحذيرات من العالم والمؤسسات الامنية الامريكية بالذات بعدم الدخول بحرب مع إيران ، الا ان مخططات ومشاريع الشيطان مستمرة ، رغم تراجعها وفشل من يساندها في حروب ظالمة جربتها في اليمن وسوريا والعراق وأفغانستان ، وفشل محاولات العزل لإيران ، التي تجد المبرر في استهداف المصالح الامريكية في العالم وخاصة في منطقة عرب الخليج ، بحرب تبدأ ولا تنتهي.
https://telegram.me/buratha