المقالات

الموافقة الخليجية هل تقود الى حرب خليج ثالثة؟

1666 2019-05-18

ضياء المحسن

 

منحت السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي الولايات المتحدة الموافقة على إعادة انتشار قواتها العسكرية على أراضي هذه الدول، بحجة وجود اتفاقات ثنائية بينها، بهدف ردع أي إعتداء إيراني محتمل.

الملاحظ أن الموافقة جاءت بمثابة تصعيد خطير من قبل هذه الدول ضد إيران، مستندة الى وقوف الولايات المتحدة الى جانبها، في قبال ذلك فإن هذه الدول مستعدة أن تدفع مليارات من الدولارات للحفاظ على عروشها.

حتى مع هذا التصعيد الخطير، لا يبدو في الأفق أن إيران وحتى الولايات المتحدة تريد الإنجرار الى حرب في منطقة الخليج، وكل الذي يجري هو محاولة لفرض النفوذ من قبل طرف على الطرف الأخر، حيث تؤكد الولايات المتحدة أنها لن تحارب إيران إلا في حالة وقوع إعتداء على مصالحها؛ سواء بصورة مباشرة من قبل القوات الإيرانية، أو من قبل جهات موالية لها في المنطقة (الحوثيين في اليمن، الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان) وهو أمر لن يحصل أبدا، فإيران لن تحارب ليس خوفا من الحرب، بل لأنها تعلم أن الحرب هي محرقة لجميع الأطراف، لن يكون فيها رابح أبدا.

الرئيس الأمريكي ترامب أوضح في حملته الإنتخابية والتي فاز فيها، أنه لن يدخل في صراعات عسكرية في أي مكان، مع هذا فإن هناك في إدارته من يحاول دفعه للحرب مع إيران، والشواهد كثيرة في محاولتهم دفع الرئيس الأمريكي للحرب، حيث حاول بولتون تصوير إسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو لصالح زعيم المعارضة خوان غوايدو فيها مجرد نزهة، بما يوحي للمتتبع أن هناك نوع من القتال داخل إدارة الرئيس حول كيفية إدارة الأزمة مع إيران.

ما الذي يمكن أن تستفيد منه السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي من هذه الخطوة؟

بداية نشك في أن هناك أية جدوى من هذه الخطوة، لكنها محاولة من الولايات المتحدة لحلب مليارات من الدولارات من هذه الدول، بحجة حمايتهم من (بعبع إيران)، وفي محاولة لدراسة الواقع على الأرض لهذه الدول، نجد أن إيران (لو أرادت زعزعة الإستقرار في هذه البلدان) لكنت استخدمت ورقة أقوى، بامتلاكها أكبر جالية خارج إيران، وهؤلاء يعيشون في أغلب دول منطقة الخليج والسعودية، بالإضافة الى سيطرتهم على حركة السوق في هذه الدول، دون الحاجة الى إبراز العضلات الذي يؤدي الى قلق كبير لا مسوغ له.

الأمريكان أنفسهم مطمئنين بأن رئيسهم لن يرتكب حماقة الحرب على إيران، لأن إيران لا تشكل خطرا عليهم، في حين أن الحرب لو وقعت ستؤدي الى إرتفاع أسعار الوقود داخل الولايات المتحدة، وهو أمر لا يمكن للناخب الأمريكي أن يتحمله، وهو أمر يدركه الرئيس ترامب ويحسب له حساب.

من هنا فإن الأمر لا يعدو عن محاولة إبتزاز لهذه الدول لتسديد الفواتير الناتجة عن إستقدام الجنود والبواخر العسكرية، كما أنها مجرد رحلة إستجمام لهؤلاء الجنود مدفوعة الثمن من قبل (عربان الخليج).

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك