المقالات

إسقاط القُدوات والقِيَم بالنُكات

1204 2019-05-18

 

أمجد سالم

 

طالَت النُكتة هذه الأيام الزوجات؛ لتغرس فكراً جديداً في عقول الناس أن الزوجة مكروهة لدى الزوج ، وأنه يتمنى الخلاص منها بأي شكل وبأي صورة ، بل تعمقت أكثر من ذلك لتُصَوِّر الزوج في أكثر من مُناسبة وهو يفرح بموت الزوجة ويُساعد على ذلك.

امتدت النكتة أكثر وأكثر، ورغم ذلك فهي تجد قبولاً كبيراً بين المتابعين، ويتم تداولها على نطاق واسع، مما يُعتبر دلالة واضحة على قبول المجتمع هذا الفكر المريض.

هذه الرسائل تصل إلى كل شرائح المجتمع. تصل إلى الشاب المُقبل على الزواج، تصل إلى الولد والبنت، تصل إلى الزوج والزوجة. وتمارس التأثير الفكري الذي وُجِدت من أجله.

النكتة هي أسرع الوسائل وأنجحها لغسيل المخ والتأثير على الفكر ، ولهذا نجدها تغزونا في أكثر المواضيع حساسية وتأثيراً على المجتمعات لتَرسَخ في العقول وكأنها حقيقة مُطلقة، وبالتالي تُمارس دورها في تفكيك المجتمعات والنيل من الروابط الاجتماعية بين الأفراد.

فلقد استُخدمت النكتة منذ زمن بعيد للتأثير على الدول والشعوب ، استخدمها الاحتلال البريطاني في مصر لكسر شوكة أبناء الصعيد الأحرار الذين أذاقوا الإنجليز صروفاً من العذاب بثوراتهم ضد الاحتلال البريطاني آنذاك، فأطلقوا عليهم النكت الكثيرة ومشاهد السخرية العديدة، وألصقوا فيهم صفة الغباء والكسل والفوضى، وهم في الحقيقة أكثر الشعوب نخوة وكرماً وغيرة وشجاعة، بل وقدموا للعالم العربي الكثير من العباقرة والكتاب والشخصيات المعروفة، وكما هو حال اليهود الآن في صناعة الكثير من النُكات على العلماء والرؤساء والرموز الوطنية والدينية وبما ليس فيهم بحيث تَرَسّخت الكثير مِنَ القناعات المضلّة في العقول .

نكت "المحششين" صورة أخرى من صور التأثير على الفكر العربي. فلقد أظهرت هذه النكت متعاطي الحشيش والمخدرات بمظهر الشخصية الفكاهية المرحة، مما دعا بعض الحكومات إلى إطلاق حملات فورية لتوعية شعوبها بخطر تداول هذه النكات، لمساهمتها في قبول الأطفال هذا السلوك الإجرامي الخطير وعدم إنكاره.

تخيروا ما تشاؤون من الطرائف التي تراعي العرف والدين. واجتنبوا كل ما من شأنه أن يشكك في قوة العلاقة الأسرية، أو يساهم في تهوين واستصغار المنكرات، فرسولنا صلى الله عليه وآله كان يقول: "استوصوا بالنساء خيراً"، وكان أشد الناس وفاء وإخلاصاً لزوجاته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك