أحمد سلام الفتلاوي
في كثير من المواقف التي تحدث في عالمنا الواسع ، سيما السياسية منها ، وحين يحتدم الصراع بين طرفين، يفضل البعض البقاء على الحياد، بعيداً عن اتخاذ المواقف وتأييد أحد الأطراف، بحجة أن الحياد أسلم، وأنه الحل الآمن للخروج من التعصب لهذا الطرف أو ذاك. دون النظر إلى طبيعة الخلاف، وماهية الأطراف المتنازعة، ودون البحث في مدى وقوع الظلم على أحد الأطراف، أو وقوف الحق مع أحدهما دون الآخر.
منهج يستخدمه الكثير ممن يريدون أن يبتعدوا عن تحمل مشاق الوقوف مع الحق، والصبر على ما يتبعه من عداء مع الظالم، أو الأذى الذي سيلحقه. أو ممن يريد أن يصف نفسه بالحيادية والوعي والترفع عن الخلاف المقيت، مما يجعله كمن يمسك العصا من المنتصف، بل ربما يكون دوره مخذلاً عن الوقوف مع الحق وأهله ، بل ان الوقوف حيادياً بين الحق والباطل ، لا يعني انك محايداً فعلاً بل انة حياد مزيف، فمجرد عدم نصرتك للحق وانت قادر على ذلك ماهو الا نصرة الباطل .
كثيراً ما نسمع عبر وَسائل الاعلام سواء كان عن طريق البيانات الرسمية ، او المؤتمرات الصحفية ، ليبين بعضهم موقف العراق اتجاة الأزمة الايرانية ، ليعبر عن موقف محايد ، المشكلة تكمن في بعض القيادات الشيعية والتي تصرح هكذا تصريحات ، وسبق لهذة القيادات انها تربت وترعرعت في احضان الجمهورية الاسلامية والآن تقف في معسكر الباطل بالضد من معسكر الحق ، ليثبت للطرف الاخر نحن نقف على مسافة واحد من الجميع ، وان قوفنا هذا لابدة ان يكون لة حساب اخر ضمن الحسابات السياسيه .
الواجب علينا كمتابعين ومراقبين " منصفين " ، أن نلتزم بتلك الاخلاق السياسية المنصفة ، التي تؤيد وتدعم جهود الحق للوقوف باتجاة الباطل ، بل دعواتنا تكون صريحة لا يشوبها الغموض ولا يعتريها النقص إلى رفض الظلم والطغيان ، ونصرة أهل الحق، الرافضين لكل صوه
كـ مصادرة الحقوق، وتجويع الشعوب ، ومحاصرة البلدان اقتصادياً ، وإلا كان مناصراً لأولئك الذين تجبروا، واستخدموا قوتهم للانقلاب على إرادة الشعوب، ومبادئها وبرامجها ورؤاها. وبالتالي كان مستحقاً لعذاب الله وسخطه، كما قال الرسول الكريم محمد ص " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" .
أن مواقف ساسة العراق عموماً والشيعة على وجة الخصوص بينت وبشكل واضح تحملهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم ، بل اتضحت كثير من الامور ولابدة للجانب الإيراني ان يعرف جيداً ممن وقفة معة سواء في السر او العلن .
وبما اننا مقبلين على شهادة الأمام علي علية السلام ، وعند قراءتنا لهذه المفردة ( الحياد ) ، يوحى بان الامام علي ع يريد ان يقول عندما تكون المعركة معركة حق وباطل فلا يجوز للإنسان ان يكون حيادياً ، بحجة انة لا ينصر الحق ، لان المسوول او المتصدي اذا اختار الحياد بين الحق والباطل في ساحة النزاع ، فان معنى ذلك هو أضعاف معسكر الحق وسكوت واضح عنة ، وإن كنت تزعم أنك مع الحق في وجدانك العقيدي، فمعنى ذلك أنك تعيش شيطنتك، لأنك تريد أن تحمي نفسك من أعداء الحق، بأن تسكت عن الحق وبذلك، تبرر لنفسك كما يبرّر الشياطين لأنفسهم .
https://telegram.me/buratha
