ابراهيم السراج
الاصلاح الجذري معناه ازالة الفساد واعادة الامور الى وجه الصواب وتصليح كل امر فاسد في مفاصل الدولة العراقية واينما وجد .وبعد ارتفاع الاصوات المطالبة بتحقيق الاصلاحات من قبل الشارع العراق ومن قبل دعاة الاصلاحات لم نجد سوى ردة فعل صغيرة لايمكن نعتها بالاصلاح الحقيقي . فتغير الكابينة الوزراية ليس سوى اصلاح شكلى.
وحتى برنامج الاصلاحات الذى اطلقه العبادى كان ردة فعل لمناشدات المرجعية الرشيدة المتكررة بضرورة اطلاق برنامج اصلاحات يشمل كل مفاصل الدولة العراقية وتنعكس تلك الاصلاحات ايجابيا على حياة المواطن العراقي . فتغيير الكابينة الوزارة لاتعد سوى خطوة بسيطة لايهام الجميع بانه تم تنفيذ برنامج الاصلاحات.
في الوقت الذى كان فيه الجميع يتنظر برنامج اصلاحات شامل يمتد الى السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية و الهيئات المستقلة التى هى الاخرى تثير الف سؤال وسؤال حول وجودها من عدمه .. والحقيقة ان العملية السياسية في العراق بحاجة الى اصلاح جذري يشمل الدستور العراقي والقوانين والانظمة التى تسير الدولة العراقية .
علي صناع القرار ودعاة اللاصلاح ومنظمات المجتمع المدنى ووسائل الاعلام والاكاديميين وضع خطة عمل اصلاحية تشمل تشخيص الداء والسلبيات في تلك القوانين والانظمة والدستور العراقي ووضع بدائل صحيحة وقانونية تحافظ على هيبة الدولة العراقية وتحافظ على كرامة الانسان العراقي بما يضمن حقوقه الاساسية كمواطن من الدرجة الاولى.
ان حجم السلبيات والامراض التى يعانى منها العراق كبير جدا ولايمكن اصلاحها بورقة اصلاحات بسيطة يعدها الساسة .بمعزل عن اصحاب التخصص وفي ضل سياسة الاقصاء الواضحة والتى يراد منها الاستفراد بقرارات الاصلاحات الشكلية واعطاء شرعنة لتك القرارات من خلال مبادرات شكلية فارغة وجوفاء ولا علاقة لها بالاصلاح لا من بعيد ولا من قريب . ان العملية السياسية في العراق بحاجة الى تدخل كبير داخلي لا خارجي وبحاجة الى عقول عراقية نقية وبحاجة الى خطة عمل وطنية و خطة عمل ملزمة للجميع وبحاجة الى مشاركة جماهيرية واسعة لا الى اقتصارها على ساسة المنطقة الخضراء وبحاجة الى من يشعر بمعاناة وهموم الطبقة الجماهيرية الواسعة تلك الطبقة التى لازالت تعيش ظروف انسانية معقدة .
https://telegram.me/buratha
