أحمد كامل
يعتصرُ القلب ألماً ، ويسيطرُ الحزن والاسى على نفوسنا ، ونحن نشاهد أخبار اليمن بشكل يومي ، وهم يتعرضون للقصفِ العشوائي على مدنهم الاهلة بالسكان ، ويبادُ العشرات منهم بشكل شبه يومي جراء هذا القصف الوحشي ، يضيفُ ذلك لهم معاناتهم الاقتصادية ، والتي حلت بهم جراء الحصار الشديد عليهم دون أدنى رحمة او رأفة ، حتى شهر رمضان لم يستطيع أن يكون شفيعاً لهم عند من يشنون عليهم هذا الإجرام الوحشي ، وبكل أشكاله وألوانه، يتساءل أحد القراء، والذي لم يسمع بأخبار اليمن بتاتاً ، مَنْ هؤلاء الذين يمتلكون تلك الوحشية البشعة ؟ وهو يشاهد المشاهد المؤلمة من قتل ،ودمار ،وجوع قل مثيلها في العالم ،ويتفاجأ أكثر عند سماعه الجواب ! أن من يفعل ذلك باليمن هم اخوتهم في الدين ! والتاريخ ! والنسب الواحد !، ويتساءل وهو يلطمُ جبينه من سماعه ذلك ! وهل أهل اليمن نهبوا أرضا ؟ او إرثا من جيرانهم أولئك ؟ ويأتيه الجواب كلا فأهل اليمن معرفون بطيبتهم ، وفقرهم المادي ، ولم يسجل عليهم التأريخ يوماً أن اعتدوا على أحد، وهل هم هكذا يستحقون الموت عاد ليسأل ؟ ، يأتيه الجواب ومن له الحق بالحكم على أمة او شعب بالموت غير الله ، يواصل سؤاله إذن أين بقية الإخوة والجيران وأهل الحكمة والروية ؟ لماذا هم ساكتون دون تدخل ؟ لماذا لايوقفوا نزيف الدم ؟ لماذا ينظرون لإبادة شعب بلا رأفة عليهم ؟ فهل هم يستحقون ذلك الموت ؟!
اسئلة هذا الشخص الغريب القابع في الجانب الآخر من الكرةِ الأرضية ، والتي اهتزت مشاعره ، ويرفضُ تفكيره تقبل هكذا مشاهد لدقائق معدودة ، وفي الجانب الآخر الأمة العربية والإسلامية ، صار عندها إشباع من مشاهد قتل اليمنيين ! دون تدخل بأبسط المواقف ، او حتى على الأقل إعطاء شهر رمضان حرمته لدى المسلمين ، لأنه شهر يطلب فيه المسلمون الرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى ، هذا مانسمعه يومياً ، عند سماعنا دعائهم في صلاة تراويحهم ، وبالقرب من بيت الله ، وهم يلتمسون الرحمة ، ودماء أطفال اليمن تجري كنهر في فصل الربيع ! وجياعهم أصبحت كاميرات الصحافة تخجل من التقاط الصور لهم ! لبشاعة ما يشاهدونه ، او لكي لا ينظر العالم ويطلع عما يحصل في يمننا الحزين .
https://telegram.me/buratha
