المقالات

مسلك إنتهازي حقير..!

1840 2019-05-23

علي عبد سلمان

 

ما فتيء سياسي من ساسة العراق، أن يصدع رؤوسنا بتكرار حديث ممل، عن الوسطية والإعتدال، كلما أتيح له أن يتحدث، سواء في محفل عام أو في الغرف المغلقة؛ دون أن يعي أن هناك بون شاسع، بين مفهومي كل من المفردتين، ودون أن يعلرف أنهما لا يمكن تشكلا؛ منهجا متحدا في العمل السياسي، برغم أنهما متشابهتان بالظاهر!

أن لا تحب شيئا أو أمر ما، يعني أن لك موقفا عاطفيا متعادلا نحو ذلك الشيء، موقف ليس سلبيا ولكنه ليس إيجابي، أن لا تحب ذلك الشيء لا يعني أنك تكرهه، وبمعنى أنك تقف في نقطة الصفر، في محل تقاطع إحداثي السينات مع إحداثي الصادات، كما في درس الرياضيات فلا تحبه وحسب..أهل الرياضيات يعرفون أن الصفر، أقوى قوة ضاربة في الكون..! فالصفر يحيل أي رقم مهما بلغت مراتبه، الى صفر مثله إذا ضرب به..!

أن تكره في هذا الزمن السياسي الرخو؛ يعني أن لك موقفا عاطفيا، سلبيا تجاه شيء ما، بمعنى أن تكون عاطفتك تجاهه تحت الصفر..وتعبر عن هذا الموقف بالكراهية، التي هي واحدة من المواقف الأنسانية الضاغطةعلى الفرد، والتي يمكن أن تتحول الى ممارسة جماعية، فتكره جماعة ما فردا، أو جماعة أو جماعات أخرى، لأسباب تجد لها ما يبررها، في سلوك تلك الجماعة .

الوسطية والسياسية منها على وجه التحديد، من هذا النوع من التصرف، هي ليست مع وليست ضد..ليست مع الباطل، ولكنها ليست مع الحق، والذين يتكلمون عن الوسطية من الساسة، هم أشخاص بلا موقف، يكرهون الضوء وسطوعه، بذات القدر الذي يلعنون فيه الظلام وعتمته، موقفهم فقط مع مصالحهم.

هم ليسوا مع هذا وليسوا مع ذاك، إذا دعاهم داعي الحق، قالوا مالنا وماله، دعونا ننتظر إنجلاء الموقف، وعند ذاك (سـ) نقول رأينا، وإذا رأوا الباطل بأم أعينهم، قالوا ما دمنا لسنا مرتكبيه؛ فأنه لا يعنينا..!

الوسطية مثل مياه آبار المناطق المتغدقة؛ لونها رمادي، رائحتها عفنة، طعمها ملح أجاج..

هكذا فإن هناك فرق كبير جدا؛ بين الوسطية والإعتدال، فالإعتدال هو أن تقف موقفا معتدلا، متوخيا العدل باحثا عنه؛ لتحقيق العدالة، وأن ترفض الباطل وتقارعه.

المعتدلون يقفون بقامات مستقيمة؛ رافعي هاماتهم لأنهم لم يدمغوا بباطل إقترفوه، وهم مع الحق لأنه منهج الفطرة.

المعتدلون أو الإعتداليون إن صح الإطلاق، فطريون ليسوا متسخين بباطل.

 الوسطيون لا يقفون بوجه ظالم إذا بَطش، ولا مع ضعيف إذا نُهش، هم فقط رماديون متسخون.. الوسطيون مطأطأي الرؤوس دوما، لأنهم ينظرون الى الأسفل..

متى يدرك السياسي الذي نعنيه، معنى الوسطية الحقيقي؛ فيتركه ويتمسك بالإعتدال، لكن هيهيات فهو قد تعود على الباطل، بعد أن يلبسه لبوس الحق، مغلفا إياه بتمويهات الوسطية؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك