باقر الجبوري
بعيدا عن الكلام حول تضرر الاقتصاد العراقي أو وئد أولى منجزات حكومة عبد المهدي في الوصول الى أكتفاء ذاتي من المحاصيل الزراعية نتكلم اليوم عن تلك الحرائق بعد أستقراء بسيط لمجموعة من المؤشرات التي تم التقاطها من مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاعلامية حول ما أطلقنا عليه بمؤامرة الدخان الابيض
لقد كان من الملاحظ ان أغلب تلك الحراق قد بدات في المحافظات الغربية ولن استغرب من ذلك طبعا
فنرى الكثير من أبناء تلك المحافظات يتعمدون المسير في المشروع الامريكي الجديد والذي جائت به السفارة والقواعد الامريكية التي زرعت في تلك المحافظات معصبي أعينهم وراء ما يقوله بعض شيوخ الفتنة الذين باعوا تلك المحافظات لداعش في 2014 وهربوا الى ملاهي وفنادق كردستان ليعودوا الى محافظاتهم بعد التحرير ثم ليبيعوا ما بقي منها للشاري الجديد (( القوات الامريكي )) مقابل صفقات تجهيز ومقاولات بسيطة في تلك القواعد
المشروع الامريكي الجديد في تلك المناطق يعتمد على الكثير من النقاط لسحب ابناء ذلك المجتمع الى جانبها ومشروعها للمرحلة القادمة ومن تلك النقاط المهمة لخصنا الاتي :-
1. بناء قوات رديفة للجيش بتمويل أمريكي لاخراج قوات الحشد (( عاجلاً )) ثم الجيش (( أجلاً ))من تلك المناطق وخوصا من المناطق المحاذية للحدود السورية لقطع الطريق البري بين بغداد وسوريا
2 . اعادة الحياة لخلايا حزب البعث في تلك المحافظات وتوفير ملاذ أمن لعناصر داعش والجهات والعناصر المطلوبة للحكومة العائدة من الصحراء او من سوريا أو من أقليم كردستان
3 . اعادة أحياء مشروع الأقليم السني للمستقبل في نفوس أهالي تلك المحافظات ولهذا نقول ان الترويج والتهويل لموضوع تلك الحرائق كان مفتعلا بمشاركة كل القنوات الاعلامية وغير الاعلامية التي كانت ولا زالت تتعمد العزف على وتر الطائفية في نشرها عن الحكومات العراقية السابقة التي جائت بعد سقوط الصنم حيث تفاعلت تلك القنوات مع الحادث تفاعلا استخباريا تمثل بإستخدامها لادوات الحرب النفسية كالاشاعة والدعاية للتضليل وللوصول الى أهداف وغايات كان اهمها
اولا ... تحويل الحادثة الى اتهام موجه لقوات الحشد بانها المتسببة بتلك الحرائق بدوافع مادية او طائفية للتحجج بطرده مستقبلاً من تلك المناطق في القريب العاجل أو لتشويه صورته في أقل التقادير.
ثانيا ... الحصول على تعويضات من الحكومة بتحريك نوابهم في البرلمان وهذا ما أشتهر عن تلك المحافظات عند كل مصيبة تصيبهم كما في السنوات السابقة كمتضررين من قلة الامطار ثم السنين التي تلتها كمتضررين من كثرة الامطار والسيول بمعنى (( كالمنشار إذا نزل أكل وإذا أرتفع أكل ))
وهذا ما كنت شاهدا عليه بنفسي حيث كان ما نسبته 90% من المطالبين بالتعويضات هم ممن حصد المحصول أو ممن كان قد أستلم البذور والاسمدة ثم باعها دون ان يقوم بزراعة دونم واحد أصلا ومن يبالي او يحقق في الأمر ما دام السيد (( الوزير )) من تلك اهالي تلك المحافظات
قال لي أحدهم ان أحد وزراء الزراعة في أحدى الحكومات السابقة وفي اجتماع خاص بشيوخ الموصل حصرا وقف أمامهم قائلا (( خذوا كل ما تستطيعون اخذه من القروض من الحكومة وسوف نعمل على أسقاطها عنكم في المستقبل )) واكد لي هذا الشخص ان هذا الاجتماع قد عقد في بيت ذلك النائب وفي الأردن (( الشقيق )) تحديداً
ثالثا ... اتهام الحكومة بالتقصير في ألتعامل مع تلك الحرائق
رابعا ... عدم اعطاء أي فرصة لاظهار صورة جيدة عن الواقع الزراعي الجديد الذي نهضت به الحكومة خصوصا وأن زراعة تلك المحاصيل قد سجل ارقاما قياسية لم يصل اليها العراق طيلة السنوات السابقة.
هذا غيظ من فيض
وما خفي كان أعظم
وهنا نعود لاصل الموضوع ولنتذكر ان اول خبر عن تلك الحرائق كان قبل حوالي اسبوع ويتحدث عن اطلاق طائرات امريكية لاطواق نارية بحجة استهدافها من قبل صواريخ موجهة على الارض وقيل في الاخبار ان تلك الأطواق قد سقطت في مزارع قريبة من قاعدة عين الاسد مما ادى الى احتراقها والمتتبع للخبر يجد أن البعض قد عمل على طمطمة هذا الخبر بعد ان أذاعتهُ اغلب القنوات الفضائية ليتم اكمال المشروع الاعلامي المسيس لهذا الموضوع باتهام قوات الحشد الشعبي كما ظهر في بعض الفيديوات حيث تم قلب الحقيقة راسا على عقب فقالوا عن قوات الحشد التي تدخلت لاطفاء الحرائق في بعض المزارع انها كانت تقوم بحرقها بدل أطفائها ولا ادري كيف سيحرق الحشد تلك المزارع دون خوف أو وجل وأمام الاعلام ودون التفكير بالمسائلة القانونية واعتقد أن الجميع قد لاحض انقلاب الاعلام المعادي نحوا استهداف الحشد بهذه الحادثة وما نشر على منصات التواصل الاجتماعي يكفينا عن السرد والايجاز
نقول ... لو كان الحشد الشعبي هو المتهم الوحيد بحرق المزارع في المحافظات الغربية فمن هو المسؤل عن حرق بعض المزارع في الديوانية أو النجف مع علمنا انها كانت حرائق متعمدة يعمد اليها المزارعون بعد الحصاد لزيادة خصوبة التربة ولعدم السماح للابقار الغريبة بالرعي في تلك الحقول منعا للحوادث
نعم ... فقد تكون حرائق المزارع في الغربية اعمال تخريبية
وفرض المحال ليس بمحال مع ان المزارعين هناك يعطون حصص (( الدولة اللا أسلامية )) من تلك المحاصيل من قلب طيب وعن طيب خاطر ومع ذلك فلن تكون بهذا المستوى من التهويل الذي صاغه الاعلام التحريضي
فلماذا التهويل
انها مؤامرة واحدة لسلسلة طويلة من المؤامرات القادمة
نهاية المقال وبكل بساطة ..
ابحثوا عمن يتهم الحشد فهو المستفيد من تلك الحرائق
وأبحثوا عن المستفيد وستجدوا أنه نفس الجهة التي تطبل وتزمر للموضوع
وإذا وجدتم المستفيد من اتهام الحشد حينها فقط ستعرفون من هو الفاعل