ميثم العطواني
تتسارع الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط فيً سلسلة من المتغيرات الميدانية والسياسية والإقتصادية مفتعلة بفعل تطبيق أجندات خططت لها الولايات الأميركية المتحدة منذ عشرات السنين، وعلى الرغم من الوضوح التام لمسببات هذه المتغيرات نرى أنه لايوجد أي ثوابت يمكن الارتكاز عليها لما تؤول إليه الأمور على المدى القريب، ويتجه الوضع نحو سيناريوهات تحاول من خلالها واشنطن جر إيران وحلفاؤها الى مواجهة جزئية تعتقد بإن يكون مسيطر على إنهاءها بعد تحقيق الهدف المنشود، إلا ان طهران الذي يعد الخصم العنيد الذي اطلع على السيناريو برؤية ثاقبة لم ينجر الى هذه المخططات وتموضع موضع المدافع المحصن بالعقيدة والايمان.
ويبدو ان الولايات المتحدة الأميركية ضربت القوانين الدولية عرض الحائط ولم تحسب حسابا للرأي الدولي العام، ولم يكن لمجلس الأمن الدولي أي دورا من الأحداث في المنطقة مما يجعل العنجهية الأميركية تتمد بمتسع من الحرية دون أدنى حساب، إذ بدأت في سوريا ومن ثم اليمن والسودان والجزائر ، وصولا الى الخليج العربي وتهديد إيران، ولم يكن انعكاس هذه المستجدات على طهران إلا بعد ان وجدت واشنطن في إيران قوة الخصم الذي يعيق تنفيذ مخططاتها في المنطقة، ولم يكن موقف إيران من سوريا واليمن والعراق ولبنان والبحرين بالإضافة الى دول أخرى إلا موقف إفشال المخططات الأميركية التي تريد بها تدمير الإسلام والمسلمين، وما قضية إعلان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني إلا خير دليل على ما نقول، على الرغم من ان هذا القرار خاطئ ويتعارض مع القانون الدولي، ومجلس الأمن، والجمعية العمومية للأمم المتحدة، وان جميع هذه المؤسسات بالإضافة الى جميع دول العالم أكدت أن الوضع القانوني للقدس يراها أرضاً محتلة، إلا ان أميركا تصر على تنفيذ مخطط القضاء على الدين الإسلامي وتدمير المسلمين، حيث أرسلت حاملة الطائرات العملاقة الى الخليج، وتابعت بإرسال ثلاثة آلاف مقاتل من قوات مشاة البحرية "المارنيز" لتعزيز قواعدها في المنطقة .
الشمس لا تحجب بغربال، إذ بات واضحا للعيان ان السياسة الأميركية لم تستهدف المواجهة المباشرة مع إيران، وإنما تسعى لتنفيذ مخطط كبير في المنطقة، قائد شرطة دبي في لقاء موسع حضره السفير الأميركي قبل ساعات أثار حقيقة في غاية الخطورة بناءا على معلومات مؤكدة قائلا: "أنا رجل أمن ولست سياسية، سأتحدث عن المؤثرات الداخلية والخارجية، قد يكون كلامي محرجا لمن هم في الداخل ولمن في الخارج، ولكن نحن لم نأتي الى هذا المؤتمر إلا لنقول ما نستشعر به كرجال أمن، وأن السياسية الأمريكية في المنطقة مهدد الأمن رقم واحد، وقد يكون هذا ليس مناسبا لإصدقائنا الأمريكان، ولكن علمتنا التجارب ان الأمريكان ليس لديهم صديق، بل ينفضون أيديهم بسرعة من أصدقائهم، ولهذا السياسة الأمريكية في المنطقة تشكل تهديد لإن لها مآرب قلب الأنظمة"، مما أغاض كلامه السفير الأميركي ليغادر المؤتمر والإنزعاج يعلوا تقاسيم ملامحه.
أصبح القاصي والداني يعلم نوايا أميركا ومخططاتها، ويوما بعد يوم تنكشف الأوراق السرية التي أعدت للمنطقة في دهاليز الظلام، وما على شعوب المنطقة إلا ان تتعامل مع تسارع الأحداث برؤية ثاقبة لإفشال المخططات التي تريد تدمير العرب والمسلمين.
https://telegram.me/buratha