باقر الجبوري
عجبا فقد تعسرت الامور لدى البعض منا فاصبح لايميز بين الناقة والجمل في قضية يوم القدس وكأنها المعادلة الحسابية الصعبة التي أورثها أنشتاين لطلابه لتكون اللغز الذي حير الجميع.
فأصبح الأغلب زمخشريا أو سيوطيا ليفسر على هواه ما اعتقد ان غيره قد اخطا في تفسيره .
البعض من الزمخشرية قال مفسرا (( إن قضية القدس ليست أكثر من كونها دفاع عن معلم اسلامي وحدود مرتبطة بالامة العربية بسبب ما يشاع عنه (( انه أولى القبلتين وثاني الحرمين )) مع ان المتحجج بها التفسير لازال لغاية الساعة لايفرق بالصورة بين مسجد قبة الصخرة وبين المسجد الاقصى وأيهم المقصود بقوله (( سبحان الذي أسرى بعبده ..... ))
البعض الاخر كان سيوطيا في تفسيراته فقال (( إن قضية القدس هي قضية قومية للدفاع عن مظلومية الشعب العربي (( السني )) الفلسطيني
فاخرجها أولا من دائرتها الاسلامية وحددها بدائرة القومية العربية التي ستبيع القضية لاحقا لأسرائيل
ثم حددها بدائرة الطائفية (( السني )) دون التعريف بالمجتمع الفلسطيني المتنوع من مسيح وسنة وشيعة ودروز .
الامران اللذان طرحناهما (( كانا يسيران باتجاه واحد ليصلا الى نتيجة واحدة تشتيت القضية باوهام بالية بعيدة عن المقصد الاساس ))
وعلى كل حال فالأشكالات عديد والمخططات التجهيلية كثيرة نتجاوزها على عجل لنصل الى الحقيقة التي لايتكلم عنها الأغلب لضعف الاعتقاد الديني او الجهل به او لانها لاتتطابق مع ما يريده الاخرين فيتخوف المتكلم من عرض معتقده خوفا من استهزاء الاخرين بها وهذا ما نتأسف عليه
وفي وسط هذا الزحام الفكري من الزعيق والنعيق والتشتت انبرى لنا السيد الامام الخميني ( رض ) وقبل سنوات طويلة ليعلن منذ اليوم الاول للجمهورية الاسلامية عن مشروع الامام المهدي وانه أول الممهدين له قولا وفعلا وليعلن أمام الجميع ( ان أسرائيل غدة سرطانية يجب ازالتها من الوجود )
هذا هي الخلاصة .فماذا يعني ذلك وما تفسيره !!!!
الموضوع لايحتاج الى الكثير من الطرح حتى نفهم ماذا اراد السيد الخميني بهذا الكلام الذي لا زال وللساعة المتبنى الاهم الذي تسير عليه الجمهورية الاسلامية .وبكل بساطة نقول ان السيد بين لنا أمرين أساسيين هما :-
الاول - لان أسرائيل هي السبب الذي يقف وراء كل مشاكلنا بسبب مؤامراتها المستمرة على الاسلام بشكل عام وعلى الشيعة بشكل خاص وعلى شيعة العراق بشكل أخص ولهذا فقد أكد السيد الامام الخميني على ازالتها مع علمه أن الكلام هنا من باب العمل التمهيد لازالتها بتهيئة والانفس وشحذ الهمم واعداد العدد والعدة لليوم الموعود من خلال أداء التكليف الشرعي
الثاني - وهي النقطة الاهم والاصل في الموضوع (( أعتبر السيد ان ازالة اسرائيل هي الخطوة الاهم في حركة الامام المهدي بعد قيام دولته في الكوفة والتحاق قادة جيشه به ليكون تحرير فلسطين والقدس أكبر ضربة ستواجه إسرائيل واليهود منذ السبي البابلي الاول والتي سينتصر فيها الامام في معركته ضدهم ثم ليصلي في القدس إماما ومن بعده عيسى عليه السلام مأموما كما جاء في الروايات
نقول ...
الحقيقة ان البعض يتصور ان معركة اسرائيل مع الاسلام وهذا كلام صحيح لكنه جزء من الحقيقة والاصح منه هو القول أن معركة أسرائيل هي مع الشيعة المعتقدين بضهور المهدي
وهذا أيضا جزء من الحقيقة والاصح من ذلك كله هو ان معركة أسرائيل الحقيقية هي مع شيعة العراق الذين سيكونون أغلب قادة جيش الامام المهدي والاغلبية في جيشه وانصاره وتلك هي الحقيقة
احدهم يقول وماذا هو دور (( حزب الله واليمن وحتى ايران )) وهم يواجهون الحروب والدمار والتهديدات
الجواب - بكل بساطة لمن لم يقراء التاريخ او لم يكلف نفسه بقراءة مسير حركة الامام المهدي بعد خروجه كما ورد في الروايات عن الجميع سنة وشيعة !!!
ونقول فما حرب أسرائيل ضد حزب الله إلا لانها تعلم تمام العلم انهم الرايات الصفر (( البراذن الصفر )) التي ستساند جيش الامام المهدي القادم لتحرير فلسطين من العراق
وكذلك فأسرائيل هي من تدفع السعودية لمحاربة أهل اليمن لتستبق ضهور اليماني (( الثاني )) والملقب (( كاسر عينيه )) الذي سيحارب حاكم الحجاز ثم سيحارب جيش السفياني وذلك تمهيدا لضهور الامام بزعزعة حكم الحجاز
وكذلك فما دفع اسرائيل لامريكا للحرب ضد ايران الا لتوقف زحف الخراساني لانقاذ الكوفة قبل دخول السفياني اليها كما في الاحاديث ثم حتى بعد سقوطها فلن ينقذها من بطش السفياني الا جيش (( شعيب ابن صالح )) وهو القائد الذي سيرسله الخراساني لتحريرها من السفياني
وكذلك لكون ايران وكما جاء في الروايات الشريفة عن المعصوم انها الدولة الممهدة لضهور وقيام دولة الامام المهدي
خلاثة الحديث (( اسرائيل ومن خلال وكلائها أمريكا والعرب السفيانيين تحارب شيعة العراق قبل ان يقوم المهدي فيهم من خلال حربها مع كل شيعة الدول المجاورة الذين سيدعمون دولة المهدي في الكوفة ))
الجميع (( حزب الله واليمنيين والايرانيين )) ما هم الا ممهدين لحركة الامام في العراق وتقليل الخطر الذي سيلحق بها من وجود اسرائيل والسفياني حين اقامته لبنيان دولته في الكوفة
بمعنى ان شيعة الدول المجاورة يتحملون الاوزار عن شيعة العراق وعن قيام دولة الامام المهدي التي ستكون عاصمتها الكوفة حتى قبل ضهورها وقيامها وان العراق واهل العراق هم المعنيون بأمر القدس أكثر من غيرهم فكل الخراب الذي عاشوا فيه لم يتأتى الا من اعتقاد اليهود بان المهدي سيأتيهم من العراق وان العراقيون هم المقصودين بقوله تعالى (( رجال أولي بأس شديد )) الذين سيبعثهم الى لازالة حكم بني اسرائيل في اخراها كما ازالوه في أولاها في السبي البابلي الاول
الحقيقة اننا نحن اصحاب المصيبة وليس الفلسطينين مع ان المصيبة عامة وشاملة للاسلام والمسلمين سنة وشيعة ولكن مصيبتنا الاكبر ان اعدائنا معتقدين بعقيدتنا وحتمية حصولها حتى أكثر مما نعتقد بها نحن
اتذكر وقبل سنوات طويلة ان السيد الشهيد محمد صادق الصدر ومن على منبر الكوفة أنه قال (( أن امريكا والغرب والدوائر الماسونية قد انشأت دوائر استراتيجية لدراسة حركة الامام المهدي حتى قبل ضهوره وللاستعداد لحربة أثناء قيامه ))
وحقيقة ان هذا ما نراه اليوم فالشخوص التي تحارب عقيدة المهدي كالوهابية وغيرهم ماهم الا صنيعة تلك الدوائر وكذلك الجماعات الارهابية التي نراها اليوم فهم سشكلون في المستقبل نواة جيش السفياني المحتوم وهم في الحقيقة صنيعة تلك الدوائر المظلمة
وكذلك كل ما نراه حاصلا اليوم او سيحصل في المستقبل القريب من حروب وازمات في اليمن ولبنان وسوريا والعراق وايران كل ذلك خط مؤشر بعلامات حمرار رسمتها تلك الدوائر الماسونية لتطويق حركة الامام المهدي المستقبلية التي تحدثت عنها الروايات والغرض منها واضح لتقطيع خطوط حركة الامام بينه وبين انصاره
ولهذا نقول ان تحرير فلسطين هي قضية المهدي عج؛ لانها الخلاص لاهل العراق، والخلاص من اسرائيل سيعني الفرج لاهل العراق، ومن لم يمهد لدولة المهدي بالخلاص من إسرائيل، فليس من المهدي بشيء ..
هذه كل الحكاية من البداية حتى النهاية
https://telegram.me/buratha