د.صلاح الاركوازي
((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))
قبل اربعة عقود وتحديدا في شهر اب من عام 1979 م بعد ستة اشهر من عودة الإمام الخميني قدس سره التاريخية الى ايران وبعد اربعة اشهر من قيام الجمهورية الإسلامية اعلن يوم القدس العالمي، مما يؤكد على مدى حضور هذه القضية وعلى حيّز الاولوية الذي شغلته في فكر الإمام ( رض).
ان اختيار الامام الخميني (قدس سره الشريف) يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان يوما عالميا للقدس، لما لهذا اليوم وهذا الشهر من قدسية عند المسلمين، وهو بذلك اعطي بعدا شرعيا ودينيا واخلاقيا وسياسيا للدفاع عن القضية الفلسطينية والصمود بوجه اعدائها والمتامرين عليها، وهو ما لم يفعله غيره فالامام الخميني ربط الجانب السياسي بالجانب الروحي، وفي نفس الوقت جعل القضية الفلسطينية من اولويات الحكومة الاسلامية وكل حركات التحرر، وكانه اراد ان يوصل للعالمين العربي والاسلامي رسالة مفادها بانه سياتي اليوم الذي يبيع الاعراب هذه القضية، وبالفعل فان وزير الخارجية السعودي يتهم حركتي حماس والجهاد بالارهاب، اي ان القضية الفلسطينية اصبحت قضية وسائل اعلام فقط، ونلاحظ ايضا ان بعض الدول العربية وبشكل علني جعلت من الجمهورية الاسلامية عدوا واسرائيل اصبحت صديقة العرب، فقد تحول شعار الموت لاسرائيل الى الموت للشيعة وايران و"الصفويين"!. حيث ان الامام الراحل الخميني (قدس سره) كان قد شخص كل ذلك بدقة، واليوم بدأت كل هذه الاقنعة تتساقط، فهاهم اخوة الامس اعداء اليوم.
فيوم القدس العالمي تعني رفض كل اشكال اغتصاب الارض، وانتهاك المقدسات والحرمات، وتشريد شعب، عبر تزييف التاريخ واختلاق نظريات وعقائد دينية لا اساس لها من الصحة. وستبقى القضية فلسطين باقية في وجدان الشرفاء والمخلصين كما اعلنها وارادها الامام الراحل رض من يوم القدس العالمي والذي لم يكن خاصاً بالمسلمين، بل يوماً عالمياً، ولعل في ذلك اشارة الى اعطاء الإمام للقضية بعدها العالمي، كنموذج للصراع بين الحق والباطل حيث قال قدس سره: "ادعو جميع مسلمي العالم الى اعتبار اخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من ايام القدر ويمكن ان تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني يوماً للقدس، وان يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم". فكلام الامام رض هو امر تعبوي متعلق القدس ، وانه وسيلة لاستذكار مظلومية هذه المدينة المسلمة، المغتصبة من قبل الصهاينة، ولتبقى القدس قضية حية، في وجدان الامة الاسلامية. ، واليوم الامام الخامنئي دامت توفيقاته يحمل نفس الرايه ويسير على نفس نهج الامام الراحل ( رض) ونفس الهم والشعار ولا تراجع عنه لكن في الجهة المقابلة نجد ان الاستعداد والاموال التي تدفع لصفقة القرن هي خليجية عربية بحتة والادهى من كل ذلك انكارهم للاية الصريحة (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا......) نقولها وبصراحة لكل المتاجرين والمتامرين بان التاريخ سوف يلعنكم ولن يرحمكم وسوف تكون لكم وقفة طويلة وشديدة امام محكمة العدل الالهي وان موعدكم الصبح اليس الصبح بقريب واننا لم ولن نخشى قوى الاستكبار وتهديداتهم فنحن بنوا قوم اذا هددتمونا بالحصار الاقتصادي فنحن ابناء شهر رمضان واذا هددتموننا عسكريا فنحن ابناء عاشوراء واذا هددتمونا بالقتل فان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
